رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

«فينترسال دِيا» تبدأ أولى عمليات تخزين للكربون في بحر الشمال الدنماركي كجزء من مشروع «غرين ساند»

عالم الطاقة

 

             إطلاق أول مشروع من نوعه في دول الاتحاد الأوروبي لاحتجاز الكربون وتخزينه عبر الحدود

          سعة التخزين تقدَّر بثمانية ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً اعتباراً من 2030

         فينترسال دِيا عضو رئيسي في التحالف الذي يقود مشروع «غرين ساند»

 

إيسبيرغ، الدنمارك: سيلعب احتجاز الكربون وتخزينه دوراً جوهرياً في مكافحة تغيُّر المناخ على النطاق العالمي، وخصوصاً في أوروبا. وتقود الدنمارك الجهود في هذا التوجُه على الصعيد الأوروبي من خلال مشروع «غرين ساند» Greensand، إذ بُوشِر بتخزين الكميات الأولى من ثاني أكسيد الكربون ضمن خزّان في بحر الشمال الدنماركي.

 

وخلال الحفل الرسمي الذي أقيم في مدينة «إيسبيرغ» الدنماركية بمناسبة أول تخزين لثاني أكسيد الكربون، قال ماريو ميهرِن، الرئيس التنفيذي لشركة «فينترسال دِيا»: "يشكّل مشروع غرين ساند علامة فارقة في عملية تطوير البنى التحتية لاحتجاز الكربون وتخزينه  في أوروبا، ما من شأنه الإسهام في حماية المناخ. ومن خلال هذا المشروع، تُظهر شركة فينترسال دِيا أن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه ممكن بشكل آمن وموثوق عبر الحدود الوطنية، ما يمكنه الإسهام في مستقبل منزوع الكربون في المستقبل القريب. إننا مع شركائنا روّادٌ في هذه الصناعة المهمة".

وافتتح الحفل ولي العهد الدنماركي فريدريك  وذلك بحضور وزير الطاقة والتغيُّر المناخي الدنماركي لارس آغارد. كما ألقت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، كلمة في هذه المناسبة عبر الفيديو.

يُعَدُّ مشروع غرين ساند من أكثر مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه تطوُّراً في الاتحاد الأوروبي. وهذه هي المرة الأولى في أوروبا التي يتم فيها تنفيذ سلسلة القيمة الكاملة (الاحتجاز والنقل والتخزين)؛ لاحتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون عبر الحدود. وبحلول مطلع شهر أبريل من العام الجاري، سيتم تخزين 15 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون في المرحلة الأولية. وسيكون حقل «نيني ويست» Nini West النفطي المُستنفَد في بحر الشمال الدنماركي بمثابة موقع لتخزين ثاني أكسيد الكربون. في البداية، ستتوفر إمكانية تخزين (1.5) مليون ونصف المليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في مشروع غرين ساند اعتباراً من 2025/26. أما في المرحلة النهائية من التوسُّع اعتباراً من عام 2030، فمن المخطَّط تخزين ما يصل إلى 8 ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً؛ وهو ما يعادل أكثر من 13 في المئة من إجمالي الانبعاثات السنوية للدنمارك. والهدف الأساسي هو تخزين الانبعاثات الناجمة عن الصناعات، والتي لا يُمكن تجنّبُها في المستقبل.

 

وأعرب هوغو دايكغراف، عضو مجلس الإدارة والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في فينترسال دِيا، عن اعتزازه بمقدرات الشركة على خوض مثل هذه المشاريع، قائلاً: "إنني فخور بأن فريقنا يسهم بشكل جوهري في نجاح هذا المشروع الرياديّ، ويُثبت أن فينترسال دِيا قادرة على تنفيذ مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه". وأردف: "يكمُن أساسُ نجاحنا في معارفنا وخبراتنا المتراكمة على مدار أكثر من 120 عاماً في إنتاج الغاز والنفط، علاوةً على خبرتنا الجيولوجية والهندسية. ونريد تكريس ذلك كله ليشكل أساساً لمشاريعنا الأخرى الخاصة باحتجاز الكربون وتخزينه في بلدان أخرى؛ مثل: النرويج وهولندا والمملكة المتحدة".

 

وتُعتبَر فينترسال دِيا عضواً رئيسياً في تحالف مشروع غرين ساند. ويتمّ تطوير هذا المشروع من قِبَل فينترسال دِيا إلى جانب كلٍّ من شركتيّ «إنيوس إنيرجي» INEOS Energy، و«ميرسك دريلينغ» Maersk Drilling، فضلاً عن 20 شريكاً آخر يتوزّعون بين شركات مُبتدئة ومعاهد مستقلة، إضافة إلى معهد المَسْح الجيولوجي الدنماركي GEUS؛ٍ وذلك تحت رعاية وزارة التغيُّر المناخي الدنماركية. كما تدعم الحكومة الدنماركية المشروع بمبلغ قدره 26 مليون يورو كتمويل عام.

 

وقد أصبح نقل ثاني أكسيد الكربون من بلجيكا إلى الدنمارك مُمكناً بفضل الاتفاقية الثنائية التي أبرمها البلدان العام الماضي. وفي هذا السِّياق، ألمح دايكغراف إلى أنه: "من أجل تنفيذ مشروع غرين ساند، وغيره من مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه في بحر الشمال بنجاح، ينبغي على صانعِي السياسات وضع إطار تنظيمي في هذا الخصوص"، مُردفاً: "لقد تم اتخاذ الخطوات الأولى. والآن، لا بدّ من إبرام مزيد من الاتفاقيات الثنائية بغية ربط الصناعات كثيفة الانبعاثات بمواقع تخزين ثاني أكسيد الكربون في بحر الشمال".

 

وتنظر شركة فينترسال دِيا إلى مشروع غرين ساند بوصفه مشروعاً رائداً في مجال احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه. وتخطط الشركة لتجنّب ما يصل إلى 30 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في شمال غرب أوروبا اعتباراً من عام 2040؛  وهو ما يمثّل جزءاً كبيراً من الانبعاثات المتبقّية المتوقّعة في ألمانيا بحلول ذلك الوقت..

 

 

لمحة عن احتجاز الكربون وتخزينه

يُعَدُّ احتجاز الكربون وتخزينه CCS تقنيَّة مجرَّبة وآمنة وموثوقة وميسورة التكلفة. وتتضمن هذة التقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون، على سبيل المثال، من محطات توليد الطاقة أو المنشآت الصناعية، وتخزينه لفترات طويلة المدى تحت سطح البحر في الهياكل الجيولوجية الجوفية؛ مثل: خزانات الغاز والنفط المُستنفَدة أو طبقات الصخور العميقة التي تُسمّى الطبقات الجوفية المالحة. كما يمثّل احتجاز الكربون وتخزينه طريقة موثوقة وفعّالة على صعيد التكلفة؛ لإزالة الكربون من القطاعات الصناعية التي يصعب أو يستحيل تجنّب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عنها. وترى وكالة الطاقة الدولية IEA، وغيرها من المنظمات الرائدة، أن احتجاز الكربون وتخزينه سيلعب دوراً رئيسياً في حماية المناخ، كما تؤكد على أن الأهداف المناخية الطموحة لا يمكن تحقيقها من دون القيام بذلك.

 

 

نبذة عن فينترسال دِيا

فينترسال دِيا هي الشركة المستقلة الرائدة للغاز والنفط في أوروبا، وتتميز بتاريخ عريق يمتد إلى أكثر من 120 عاماً من الخبرة كمشغل وشريك في جميع مراحل سلسلة القيمة الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما. تتخذ الشركة مقراً رئيسياً لها في كل من مدينتي كاسل وهامبورغ الألمانيتين، مكثفة أعمالها في التنقيب عن الغاز والنفط وإنتاجهما في 11 دولة حول العالم بفاعلية ومسؤولية. وبفضل أنشطتها في أوروبا، وأمريكا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن فينترسال دِيا تمتلك محفظة عالمية في القطاع الأعلى من صناعة النفط والغاز؛ أي التنقيب والإنتاج، وكذلك تنشط أيضاً في القطاع الأوسط من هذه الصناعة من خلال إسهامها في نقل الغاز الطبيعي. وتعتزم الشركة مغادرة روسيا بشكل نهائي.

 

بصفتنا شركة غاز ونفط أوروبية، فإننا ندعم هدف الاتحاد الأوروبي للحياد الكربوني بحلول 2050. وكمساهمة منا، وضعنا لأنفسنا أهدافاً طموحة: نُريد أن نصل إلى صافي الصفر في الانبعاثات عبر جميع عملياتنا في التنقيب والإنتاج، المُشغَّلة وغير المُشغَّلة على حد سواء، بحلول عام 2030. وهذا يشمل النطاق 1 (المباشر) والنطاق 2 (غير المباشر) من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على أساس حصة الشركة في أي مشروع. وستعمل شركة فينترسال دِيا أيضًا على خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان إلى أقل من 0.1 في المئة بحلول عام 2025. وقد صادقنا على "مبادرة القضاء التام على الحرق التلقائي للغاز بحلول عام 2030" التي أطلقها البنك الدولي، وسوف نستمر في دعم هذه المبادرة الرامية إلى القضاء على عمليات حرق الغاز الروتينية في الأصول المُشغَّلة بحلول عام 2030. إضافة إلى ذلك، تخطط الشركة لدعم الجهود العالمية المبذولة لإزالة الكربون من خلال إقامة أعمال خاصة بإدارة الكربون وبالهيدروجين، سعياً نحو تخفيض ما بين 20 إلى 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2040.


تم نسخ الرابط
ads