ارتفاع مؤقت أم صعود مستمر.. إلى أي مدى ستستمر ارتفاعات النفط وما التداعيات؟
تطورات سريعة شهدتها أسعار النفط ، أنذرت بحدوث أزمة اقتصادية كبيرة .. إذ ارتفع سعر البرميل إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، ولامس 140 دولاراً للبرميل.
بداية، وقبل الدخول في الحديث عن مدى استمرارية ارتفاعات النفط السعرية، وما تسفره في اقتصاد العالم، فإن ثمة عوامل ساهمت في ذلك الارتفاع الكبير.
تمثلت هذه العوامل في التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى المماطلة في المحادثات النووية الإيرانية، وأيضاً إغلاق حقلي نفط في ليبيا تسبب في فقدان 330 ألف برميل يومياً.
ورغم الارتفاع السريع التي شهدته أسعار البترول في الدقائق الأولى خلال تعاملات الاثنين 7 مارس ، لكنها عاودت الهبوط ووصلت العقود الآجلة لخام برنت إلى 120.54 دولار للبرميل، بينما وصل خام تكساس الأميركي إلى 125.83 دولار.
تباينت الآراء فيما يخص مسار النفط خلال الفترات المقبلة، إذ يرى محللون ووزراء طاقة سابقون، أن موجات الارتفاع مؤقتة، وسوف تعاود الأسعار الهبوط حال التوصل إلى اتفاق ، سواء فيما يخص أزمة روسيا واوكرانيا، أو حتى مفاوضات إيران النووية.
في حين رأت بنوك استثمارية عالمية منها JP Morgan تسجيل البترول مستويات قياسية قد تصل إلى 185 دولاراً للبرميل بنهاية العام.
لكنهم اتفقوا جميعاً في أن الارتفاع المذهل الذي حدث في أسعار النفط قد يتسبب في أزمة تضخمية كبيرة تعصف بآمال العديد من البلدان.
- ما السعر العادل للبترول؟
قال وزير البترول السابق في مصر، أسامة كمال لـ CNBC عربية، إن السعر العادل والحقيقي للبترول هو 65 دولاراً للبرميل.
مضى في حديثه: "الارتفاعات الحالية مؤقتة وناتجة عن حدث استثنائي مرهون بوقت معين".
- موجة تضخمية وزيادات في الأسعار
إذا استمرت الارتفاعات البترولية بهذا الشكل، فسوف تتسبب في أزمة اقتصادية كبيرة تؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي، وتفقده تريليونات الدولارات.
يصاحب ارتفاعات البترول، زيادات في أسعار تكاليف الشحن والنقل، وكذلك تكاليف المواد الخام، الأمر الذي يؤدي بالتبعية إلى زيادة أسعار السلع الغذائية وغير الغذائية على مستوى العالم.
ولا تنحصر التأثيرات فقط على زيادة أسعار السلع فحسب، بل أنها قد تؤثر في ارتفاعات البنزين في مختلف دول العالم، ويمتد هذا التأثير إلى ارتفاع معدلات التضخم التي باتت تشكل مصدر قلق للبنوك المركزية، بحسب حديث محلل أرقام كابيتال، نعمان خالد.
كما لا ترتبط المشكلة بمسألة العرض والطلب، لكنها تتعلق باضطرابات جيوسياسية، لذلك ستختفي قفزات الأسعار التي شهدها النفط منذ بداية العام بمجرد الوصول إلى اتفاقات، وفق حديث نعمان.
- ما هو ارتباط حرب روسيا وأوكرانيا بأسعار النفط؟
ساهمت المناقشات الغربية حول فرض حظر صادرات النفط الروسية، في الارتفاعات التي حدثت في 7 مارس.
روسيا هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصدر نحو 7.8 مليون برميل يوميًا من النفط الخام.
وتعد أيضاً هي المورد الرئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا بنسبة تصل إلى 40%.
- إلى أي مدى ستستمر الارتفاعات؟
قال محلل أرقام كابيتال: "ظن الكثير أن الارتفاعات في أسعار البترول في يناير أنها ستسمر لفترة أيام قليلة، ولكن اتضح عكس ذلك فهي مستمرة معنا لمدة تتراواح ما بين شهر إلى شهرين"
- ما موقف أكبر منتجي البترول في العالم (أوبك+)؟
في اجتماع تحالف أوبك بلس الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي، ووصف بالاجتماع الأقصر في تاريخ التحالف بمدة لم تتجاوز 13 دقيقة، توصل الى اتفاق يقضي بزيادة إنتاج النفط بواقع 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من أبريل.
يعد اجتماع "أوبك+" دليلاً قاطعاً على أن هذه الدول تلتزم موقف الحياد بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، بحسب رأي محلل أرقام كابيتال.
قال تحالف أوبك بلس في اجتماعه الأخير، إن الأساسيات الحالية لسوق النفط تشير إلى سوق متوازن بشكل جيد، وأن التقلبات الحالية غير ناتجة عن التغيرات في أساسيات السوق ولكن بسبب التطورات الجيوسياسية الجارية