بين مساحات النفوذ وولاءات الطاعة.. صراع الكبار في ديوان وزارة البترول
كتب- عبدالحفيظ عمار:
العلاقة بين السلطة والصراع أزلية، ودائماً ما يكون ثمن السلطة صراعاً لا ينتهي مع الجميع،
وهذا الصراع في الأغلب يكون علي مساحات النفوذ وأحياناً كثيرة يكون رأس المنظومة سبباً، من حيث الاستحواذ على مساحات النفوذ لديه والقرب منه ومحاولة التخلص ممن يحاولون التعدي علي تلك المساحات التي يري أصحابها أنها خطوة لازاحتهم، بل وأن كل ما عانوه منذ أن كانوا صغاراً ثمنا لهذه المرحلة،
صراعات الكبار في ديوان وزارة البترول موجوده في كل العهود، وإن كانت قد خفتت في عهد المهندس طارق الملا مقارنة بسابقيه، لكنها موجودة ومتفجرة بين قلة من الكبار علي مساحات النفوذ لدي الوزير والتي يري كل منهما أنها من حقه بحكم عمله،
حيث يري الرجل الذي بُعث مجدداً للوزارة، وعاد للمشهد لمعاونة الوزير في بعض الملفات التي لم يفلح غيره في إداراتها أنها من صميم عمله، بينما يري الرجل الأقوي بحكم قربه من الوزير، والذي يعتبر ظل الوزير والمساعد الأمين له في كل الملفات أن تلك الترتيبات والمقابلات لابد أن تتم من خلاله وبعلمه وبعد مشورته
فهل الخلاف على المساحة التي يري كل منهما أنها تخصه؟
أم أنها محاولة لكسب الولاء والاذعان بالطاعة لظل الوزير والرجل الأقوي؟
من الواضح أن هذا الصراع المكتوم قد بدأ يخرج إلى العلن وأصبح متداولًا في غرف النميمة، لكن الذي عاد للسلطة مجددًا يستعين بكل الحرس القديم، حتي أنه استعان بأحد الموالين له بعد أن خرج للمعاش من خلال نافذة إعلامية بترولية تابعة للهيئة في محاولة لتثبيت نفوذه والإبقاء علي نفسه في دائرة المنصب وقطع الطريق علي أي شخص غريب قد يتولي هذا المنصب وعند نجاحه يكون هو البديل المنطقي له، لذلك أتي بمن هو أضعف منه وفشل سابقًا في أداء مهامه!!
الكل يعلم أن صراعات الكبار علي النفوذ غالباً ما تكون مثل صراعات الديكة التي تنتهي بموت احداها.. فتري من يزيح الآخر؟
وإن كانت موازين القوى وحسابات العمر تنبئ بالخاسر قبل النهاية.