الدكتور محمد اليماني يكتب :الطاقة المستدامة والشبكات الذكية

 

 

تعتبر الطاقة ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذا تعتبر تنمية موارد الطاقة الأولية وحُسن إدارتها واستخدامها من أهم سياسات واستراتيجيات التنمية المتواصلة. وتعتمد مصر في تحقيق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية علي عدة مصادر من الطاقة المتاحة وهي الكهرباء، والبترول، والغاز الطبيعي ، ولقد أولت مصر مؤخرا اهتماماً كبيراً لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.

 

 

اما الطاقة المستدامة فهي مبدأ يفي فيه الاستخدام البشري للطاقة باحتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم الخاصة ، وتجنب مايسمى ب " فقر الطاقة " .  

• هل تعلم أن أكثر من مليار وأربعمائة مليون شخص لا يحصلون على الكهرباء في العالم، ويحصل مليار شخص آخرون على الكهرباء بشكل متقطع؟

 

 

 

• هل تعلم أن ما يقارب من ثلاثة مليارات شخص، أي ما يقرب من نصف البشرية، يعتمدون على الكتلة الحيوية التقليدية مثل الخشب أو مخلفات النباتات لأغراض الطهي والتدفئة، مما يسبب لهم الوفاة المبكرة، بسبب تلوث الهواء داخل البيوت  ؟

 

 

• هل تعلم أن الطاقة، الإمداد بها وتحويلها واستخدامها، هي المساهم المهيمن في تغير المناخ، بحيث تمثل حوالي ستين بالمائة من مجموع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية؟

إن الطاقة محورية بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجه العالم، فإمكانية حصول الجميع على الطاقة جوهرية، سواء من أجل فرص العمل أو الأمن أو تغير المناخ أو انتاج الأغذية أو زيادة الدخل .

 

 

" الطاقة المستدامة للجميع"، مبادرة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام  2011، بأهداف عالمية ثلاثة وهي: ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة ومضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة كميتها المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام  2030.

 

 

وقد شهد مقر الأمم المتحدة بنيويورك، مشاركة أكثر من ألف شخص في أعمال المنتدى السنوي الأول للطاقة المستدامة للجميع، وذلك من مختلف القطاعات الحكومية والأعمال التجارية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.

 

 

توفر الطاقة المستدامة فرصا جديدة للنمو، حيث إنها تمكن الشركات من النمو وتوليد فرص عمل، كما تخلق أسواقا جديدة ، أو تسمح للأطفال بالدراسة بعد حلول الظلام، كما يمكن تخزين اللقاحات المنقذة للحياة في العيادات ، وغير ذلك .

أن الطلب على الطاقة قد يزيد بنسبة ستين بالمائة أو أكثر خلال العقد والنصف المقبل، وفي بعض المواقع حول العالم سيتضاعف الطلب على الطاقة.

 

 

وتعرف وكالة الطاقة الدولية فقر الطاقة بأنه " عدم الوصول الى خدمات الطاقة الحديثة " ويعد عدم الحصول على الكهرباء أحد أشكال هذا الفقر لما له من تبعات على الصحة والتعليم وسبل العيش الكريم ، وكما نعلم أن توفر خدمات الطاقة الكهربائية ووصولها الى الفرد يسهم بشكل كبير في تجويد نوعية حياته ، كما تسهم في ضمان نجاح سياسات الدولة التنموية والمجتمعية .

 

من هنا تتضح أهمية البحث عن البدائل لدعم الطاقة من خلال اللجوء الى مصادر طاقة بديلة قادرة على تلبية الإحتياجات المجتمعية المتزايدة ، من خلال التوسع في مسارات الإقتصاد الأخضر ، ذلك الإقتصاد المحقق للمعادلة الصعبة بين تحقيق التنمية المنشودة من جانب ، والحفاظ على البيئة وحمايتها من جانب آخر، وفقا لما تضمنته أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ، حيث يركز الهدف السابع على القضاء على فقر الطاقة ، من خلال ضمان الوصول الى الطاقة بأسعار معقولة وموثوقة ومستدامة وحديثة للجميع بحلول عام 2030 وهو ذات الهدف الذي تضمنته الرؤية المصرية 2030  والذي يتوافق مع مبادرة الأمم المتحدة للطاقثة المستدامة للجميع .

 

وتمثل الشبكات الذكية  smart grid  نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي وهي تعتمد بشكل كبير علي استغلال موارد الطاقة المتجددة وتحقيق الاستغلال الامثل للكهرباء وتقليل تكلفة انتاجها كما تعمل علي جعل المستهلك احد الشركاء في المنظومة الكهربائية وتتيح له خيارات عديدة لشراء الكهرباء من اكثر من مصدر ، وتساعد على تقليل الفقد الكهربي وتحسين كفاءة الطاقة ، ويسعى قطاع الكهرباء المصري للتحول التدريجي من الشبكة الكهربائية النمطية الي شبكة ذكية تتميز باستخدام التكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات والإتصالات والتعامل مع كافة مصادر توليد الكهرباء ومن بينها مصادر التوليد الموزعة ووحدات تخزين الكهرباء ، والمساهمة بشكل كبير في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتأمين التغذية الكهربائية وخفض الانبعاثات ، وتوفير آلية رصد الاعطال واعادة التيار بطريقة اتوماتيكية بالكامل وفي اسرع وقت .