الكيميائي عمرو مصطفي رئيس «أموك» لـ«عالم الطاقة»: «أموك» الشركة الأولي التي تكرر خام للهيئة لدي الغير.. شركات أخري تخلط وتعبئ زيوتها لدينا.. وشموعنا في كل دول العالم
نفكر في إنشاء مستشفي جديدة بغرب الإسكندرية
حوار- عبدالحفيظ عمار
يدرك الكيميائي عمرو مصطفي رئيس "أموك" الحالي، ونائب رئيس هيئة البترول للعمليات السابق، حجم الأمال التي يعقدها عليه العاملين بالشركة في أن ينقلها نقلة استثنائية، بفكر غير تقليدي ، لأنه قيادة استثنائية، وبالفعل انطلق بفكر خارج الصندوق لتحسين مواصفات منتجات الشركة لتطابق المعايير العالمية، وتعاقد علي الخام من آخر الدنيا لتكريره لصالح الهيئة بما يحقق الفائدة لكل الأطراف المشتركة في العملية، ولتصبح أموك أول شركة تنفذ هذا الفكر علي أرض الواقع
الرجل الذي قضي 4 أعوام ونصف نائبًا للعمليات بهيئة البترول، لم يكن يومًا غريبًا عن "أموك"، بل يعرفها جيدًا ويعرف كيف يخطو بها للعالمية، كما يحفظ خطوط يده
، تجزئة السهم، تعديل النظام الأساسي، إصدار شهدات إيداع دولية، تكرير الخام لصالح الهيئة لدي الغير، تحسين مواصفات المنتجات الحالية من الزيوت، مشروعات قيد الدراسة لمطابقة المنتجات للسوق الأوربية، كل ما سبق خطوات قرر أن يخطوها عمرو مصطفي إلي المستقبل وكأنما سلكه مرارًا، المستقبل الذي ينطلق إليه بخطي الواثق متدثرًا بحلم أن تصبح "أموك" شركة عظيمة يتردد اسمها في كل مكان، بإرادة صلبة لا تنكسر، وحب كل العاملين الذي تلمسه من أول لحظة تطئ قدمك فيها مقر الشركة ، هذه الطفرة في الإدارة والدفعة الإيجابية انعكست علي نفسية العاملين أولاً، وعلي نشاط أسهم الشركة ثانيًا، لتصبح بين الأنشط في البورصة المصرية
يعتز مصطفي جدًا بهيئة البترول والسنوات الـ33 التي قضاها بها، وهو ما تلمسه من أول وهلة عند حديثه عنها، وكأنها حكاية حب استحوذت علي جُلَ حياته المهنية، منذ أن شابًا في نيابة العمليات حتي أزمات البنزين التي أخرج الدولة المصرية من نفقها المظلم، كل هذا ناقشته فيه عالم الطاقة ، ولم تنسي أيضًا أن تسأله عن ملف مستشفي البترول الذي يعلق عليه السكندريين فيه أمالًا كبيرة للقضاء علي طوابيرها وإعادة آدمية التعامل فيها، الحوار معه لم يكن طويًلا، لكنه كان شيقًا لم يقطعه إلا دخول المهندس محمد شعبان، رئيس مصر للبترول الخلوق ليفتتح معرضًا بمقر أموك
.. وإلي نص الحوار:
من المساهمين في الشركة ؟
قطاع البترول يمتلك 27% من ملكية الشركة ، وشركة الأهلي كبيتال بنسبة 25.3%، وشركة الإسكندرية للبترول تمتلك 20% ، وشركة مصر المالية للإستثمارات 8.6% و أخرون بنسب بسيطة, ونسبة 19% للإكتتاب العام تقريبًا
الكيميائي عمرو مصطفي رئيس "أموك" أثناء الحوار[/caption]
حدثنا عن الأنشطة الحالية للشركة والأنشطة الجديدة التي تمت إضافتها للنظام الأساسي ؟
نشاط الشركة الحالي ينحصر في المرحلة الثانية من التكرير ، ونستقبل المازوت المكرر من شركة الإسكندرية للبترول، ويدخل في عملية تقطير تفريغي، ثم تخرج المنتجات إلي مجمعين إنتاج منفصلين، الأول ينتج المنتجات الخفيفة ، من سولار وبوتاجاز ونافتا ، والباقي مازوت، وكل هذه المنتجات للإستهلاك المحلي.. أما المشروع الثاني، فهو مشروع الزيوت والشموع وينتج منتجات تجارية، مثل زيوت التزييت وزيوت نقل الحركة الأتوماتيكية للسيارات، وزيوت المحولات التي تستهلكها شركات الكهرباء، ونفخر بمنتج الشمع، الذي يتم تصديره بالكامل ويشكّل مصدرًا للعملة الصعبة، ومنتجاتنا من الشموع موجودة في كل دول العالم ولها ميزة تنافسية، وتوزع في ألمانيا وجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية، أما تعديل النظام الأساسي فلإعطاء نوع من المرونة، وهو ما يمكّننا من استغلال وحدة التعبئة وخلط الزيوت ذات السعة التخزينية العالية والتي تتعامل مع كل أنواع الإضافات، لصالح شركات مصرية أخري تستغل هذه السعة لخلط وتعبئة زيوتها في "أموك"، ومن الممكن أن يخرج المنتج بإسم تجاري مشترك بين أموك وأي شركة أخري، والنشاط الثاني والأهم أننا أصبح لدينا الحق في تكرير الخام سواء مصري أو غير مصري لصالح هيئة البترول لحساب أموك لدي الغير، علي سبيل المثال في ميدور، وهو ما يفيد كل الأطراف، ونحن فخورون أن أموك هي الشركة الأولي التي تطرح مثل هذا الفكر وتنفذه بالفعل وتفيد الإقتصاد القومي.
وماذا عن تطوير الوحدات الحالية والمشروعات الجديدة ؟
هناك دراسة جدوي فنية ومالية تتم حاليًا مع شركة "axens" الفرنسية لتطوير وحدة mddu التي تكرر المازوت وتنتج منتجات الوقود بمواصفات محلية، والتطوير سيجعل المنتجات مطابقة للمواصفات الأوربية ، وإذا ثبت أن الدراسة ذات جودة فسننتهي من المشروع خلال عامين بإذن الله.
هناك من يقول أن القفزة في أرباح "أموك" سببها تخفيض قيمة الجنية أمام الدولار ؟
التعويم تأثيره إيجابي علي الأرباح، لكنه ليس السبب الوحيد في زيادتها، وهناك أسباب كثيرة دفعت الربح للزيادة أحدها تعويم العملة، كما أن تشكيلة المنتجات التي نتعامل فيها تغيرت العام الماضي، وبدأنا التركيز علي المنتجات عالية القيمة ونعدل في المواصفات طبقًا لطلبات العملاء، فمثلا تم طلب لزوجات معينة في زيوت التزييت لم تكون موجودة من قبل، وقمنا بتعديلات معينة في ظروف الإنتاج، وأنتجنا المنتج بالمواصفة المطلوبة وهذا سبب آخر في زيادة الربح بجانب التعويم
كيف تري تجزئة الأسهم ؟
تجزئة الأسهم تساهم في زيادة التداول
ماذا عن طرح نسبة من أسهم الشركة في البورصة طبقًا لتوجهات الدولة ؟
خطوات الطرح الفعلية لم تبدأ، ونسبة مساهمة قطاع البترول كما هي
هل هناك جهات تم التعاقد معها بشأن الطرح ؟
هناك جهات بدأنا في مخاطبتها لإدارة الطرح عند تنفيذه وهي شركة "إن أي كابيتال"، لكن خطوات الطرح الفعلية لم تبدأ بعد.
ماذا عن إتجاه أموك لإصدار شهادات إيداع دولية في ظل تخارج بعض الشركات ؟
نحن حاليًا نري من سيقوم بالطرح في الخارج، وتأكد أننا إذا طرحنا هذه الشهادات في الخارج سيتم تداولها بشكل جيد، وحتي الآن لم نحدد ملكية النسبة التي ستطرح خارجيًا ، وتم التعاقد مع بنك "أوف نيويورك" ومع المحامي وجاهزون
الكيميائي عمرو مصطفي رئيس "أموك" أثناء الحوار
هل بالفعل سيكون هناك مستشفي ثانية لخدمة أبناء القطاع بغرب الإسكندرية ؟
نفكر في هذا الأمر، لأن الأعداد متكدسة والخدمة ليست جيدة، وبالتالي نفكر في إنشاء مستشفي جديدة بغرب الإسكندرية لخدمة العاملين الموجودين في هذه المنطقة، كما أن المستشفي الحالي في زحمة الإسكندرية وفي شوارع ضيقة جدًا، لذلك يعاني المترددين عليها، ونقوم حاليًا بإصلاح الأوضاع الموجودة تدريجيًا
غيرنا فكر الشركات الإستثمارية.. وأرسيت مبدأ شراء الخام بالدولار وبيعه للهيئة بالجنيه
فترة توليك نيابة العمليات كانت من أصعب الفترات، حدثنا عنها وكيف نجحت في اجتيازها بدون أزمات تذكر ؟
عملت بالهيئة لمدة 33 عام، وأصعب فترات حياتي فترة تولي نيابة العمليات، كانت4 سنوات ونصف قاسية جدًا ، ومنذ الشباب بعد دخولي نيابة العمليات، كنت أطمح أن أكون نائبًا للعمليات، وفترتي في هيئة البترول كانت أصعب فترة بسبب الأحداث وقلة الإنتاج ، لكن الحمد لله بذلنا مجهود وعملنا بجد، وتمكنا بالأدوات التي نمتلكها من تلافي الأزمات العنيفة في الفترة السابقة، وبالفعل حدثت بعض الأزمات الطفيفية
المحاسب خالد عثمان نائب الهيئة للتجارة الداخلية قال أن أزمات تلك الفترة صنعت كوادر شابة متميزة؟
طبعًا، الحمد لله الأزمات الآن لا تحدث، ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يديم تلك النعمة، وفترة الأزمات تكون أصعب أيام نمر بها، وعندما تحدث أزمة نظل في مقر الهيئة لمدة 3 أو 4 أيام لا نتحرك حتي تنتهي الأزمة، وهذا الوقت يتواجد فيه الشباب مع القيادات، وفي هذه الأوقات يتعلم الشباب وبالفعل الشباب أُصقِلوا، وأيام وجودي في نيابة العمليات كان الشباب هو المسئول عن توزيع المنتجات البترولية في مصر، وأكبرهم لم يتجاوز عمره الـ43 ، بل هناك من كان في سن الـ28 والـ30 ومسئول عن المنتجات وكانت فرصة العمر بالنسبة لهم ليتعلموا ويحصلوا علي خبرة
هل نستطيع القول أن الإستقرار الحالي خاصة في البوتاجاز بعد مشروعات توسعاته نتاج فترة توليك المسئولية في نيابة العمليات ؟
الحمد لله، بالنسبة لتوسعات البوتاجاز أسعدني الحظ بوجودي في تلك الفترة، ومن خطط لهذه التوسعات أنا كنائب عمليات والمهندس شريف إسماعيل والمهندس طارق الملا وعادل الشويخ، رئيس بتروجاس والمهندس محمد فتحي رئيس الأنابيب
كنت أجلس مع رؤساء شركات التكرير وأري كم الإتصالات منك والمجهود الذي يُبذل ليجد المواطن لتر البنزين والسولار بدون عناء ؟
أولا الدرجة الوظيفية لنائب العمليات درجة رئيس مجلس إدارة، مثله مثل رئيس إسكندرية للبترول أو أموك أو أنربك، لكنه الـشخصية الرئيسية التي تنظم العمل، لأن مسئوليته توفير وتوزيع المنتجات البترولية في جميع أنحاء الجمهورية، وهذه وظيفة ليست سهلة، ولكي تتحكم بشكل جيد في هذا الموضوع كان لابد أن يكون رؤساء شركات التوزيع والتكرير كلهم معك في العمل، فمثلا عندما كنت أطلب من أحمد أبو الروح في أنربك أو فتحي عيد في أموك أو محمد عبدالعزيز في ميدور، فلابد أن يشعروا بمشاكلك حتي يتحركوا وكان لدينا لجنة تطوير المعامل وتعقد اجتماعًا شهريًا بكل رؤساء شركات التكرير علي مستوي الجمهورية للحديث عن المشاكل التي تواجهنا وكيفية حلها، وهو أثر بشكل إيجابي في أن رؤساء مجالس الإدارات أصبحوا متعاونون جدًا، وبعض الأحيان كانوا يفعلوا أشياء غير إقتصادية في ظل أنهم شركات إستثمارية، لكنهم يفعلوها في سبيل الوطن،
من ضمن ما يفعلوه شراء الخام بالدولار وبيعه للهيئة بالجنيه، أليس كذلك ؟
طبعًا، وأنا من أرسيت هذا المبدأ، ودائمًا الشركات الإستثمارية تنظر لمصلحتها وللربح أولاً، والحمد لله غيرنا هذا الفكر تمامًا، لتضع في عين الإعتبار مصلحة الدولة، وأتيت هنا لأنني بعد مرور 4 سنوات ونصف في هيئة البترول تأثرت صحيًا وجسمانيًا ونفسيًا وعائليًا، وكنت أتوجد في مكتبي 8 صباحًا وأتركه علي الأقل في الـ6 والنصف مساءًا