محمد صلاح يكتب:_«الكهرباء»..و«عنق الزجاجة»
حالة من الترقب الكبير تسيطر على مجريات الأمور داخل أروقة قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة انتظارا لما ستشهده الفترة المقبلة من تطورات لعل أبرزها بقاء أو رحيل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة عن قيادة الوزارة لظروف خاصة وهذا لا يقلل من المجهودات والدور الحيوى والإستراتيجى الذى قدمه "شاكر" لفترة قاربت على ١٢ عام تقلد فيها كرسى الوزارة إلا أن الفترة المقبلة تتطلب حدوث تغيير جذري فى المنظومة والأشخاص..
ظروف إقتصادية صعبة جدا يعيشها ويمر بها القطاع خلال الفترة الحالية تفرض وتحتم البحث عن حلول عاجلة للخروج من عنق الزجاجة أو النفق المظلم الضيق نتيجة لتراكم الأعباء المالية على الوزارة حتى وصلت المديونيات لصالح البترول ما يتعدى ال١٧٠ مليار جنيه والوزارة مطالبة خلال الأيام المقبلة بسداد جزء كبير من المستحقات حتى يتثنى لوزارة البترول والثروة المعدنية شراء شحنات الغاز والمواد البترولية من مازوت وسولار للوفاء بمتطلبات المحطات وهو أمر ربما ينذر بصيف ساخن جدا جدا جدا ووضع شركات التوزيع فى مواجهة مباشرة مع المواطنين نتيجة لزيادة عدد ساعات تخفيف الأحمال وهو أمر لا يقبل القسمة على اثنين !!!
باتت الأصوات تتعالى موجهة أصابع الاتهام للوزارة وقياداتها وفشلهم فى خفض معدلات الفقد والتصدى لسرقات التيار المستمر التى تعرض الوزارة سنويا لخسائر بمليارات الجنيهات دون تحرك واضح من المسئولين عن متابعة أنشطة الشركات "التحصيل" وما يتم من إجراءات وكذلك اختفاء اللجنة العليا للضبطية القضائية عن المشهد بصورة كاملة!!!
تساؤلات واستفسارات أطرحها لعل أجد إجابات شافية لها هل أصبح الاقتراض من البنوك الحل الأسهل للشركة القابضة لكهرباء مصر ؟ لمواجهة التحديات وسداد حصة من مستحقات البترول ..
هل شركات التوزيع لديها القدرة على سداد فوائد القرض ؟
بات غالبية رؤساء شركات التوزيع يواجهون صراع داخلى وضغوط رهيبة نتيجة النقص الشديد فى السيولة المالية ومطالبة القابضة للكهرباء لهم بإستمرار ارسال وتحويل المبالغ المالية لسدادها لصالح البترول من باب " من دقنوا وافتلوا" وتناسوا أن هناك شركات لا تستطيع توفير مرتبات العاملين بها !!!نظرا لزيادة المتطلبات والاعباء وارتفاع أسعار المهمات وتراجع نسب ومعدلات التحصيل نتيجة الظروف الإقتصادية الصعبة التى يعيشها المصريين ..
أصبح إصلاح واعادة هيكلة المنظومة بالكامل أمر لا مفر منه مع تقديم الشكر لكل من تفانى وبذل مجهود لكنه لم يقدم جديد او يتواكب مع المرحلة المقبلة باعتبارها فارقة وتتطلب وجود أناس وشخوص أصحاب فكر خارج الصناديق وليس صندوق واحد ...لذا بات التغيير والدفع بكوادر شبابية أمر غاية فى الأهمية ..
هل يعقل أن شركة واحدة من شركات التوزيع هى التى تسدد الحصة الشهرية كاملة ؟ وهى الأقل فقدا بين شقيقاتها ؟
ولماذا لا يتم اتخاذ إجراءات مع المقصرين والمتقاعسين فى قطاعات الشبكات والشئون التجارية بمختلف الشركات؟
ربما غياب مبدأ الشفافية والثواب والعقاب أحد الأسباب الرئيسية فى وجود هزة عنيفة داخل القطاع بالإضافة ايضا لوجود قيادات هشه لا تملك سوى الدعاء بصلاح الحال والأحوال دون وجود خطة أو استراتيجية واضحة تساهم فى وضع حلول عاجلة وجذرية للمشاكل المتفاقمة..
هل يكون ل«المحاسبين»دور حيوى أكثر من دورهم الحالى خلال الفترة المقبلة؟