حوار| «شنايدر الكتريك» تدعم استراتيجيات خاصة لرقمنة قطاعى البترول والغاز
قال المهندس وليد شتا الرئيس الإقليمي لشركة شنايدر إلكتريك بأفريقيا والشرق الاوسط، إن شنايدر إلكتريك تتبني استراتيجية خاصة لدعم التحول الرقمي بقطاع البترول والغاز المصري خلال الفترة الحالية، معربا عن سعادته بانعقاد النسخة السابعة من فعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة إيجيبس ٢٠٢٤، مشيدا بحسن التنظيم الرائع من قبل الدولة المصرية ووزارة البترول والثروة المعدنية بالرغم من.
وأضاف شتا خلال حواره لـ«عالم الطاقة»، أن النسخة الجديدة من معرض ومؤتمر مصر الدولي للطاقة تم تنظيمها بمستوي راقي جدا بالإضافة إلى اجتذابه أعداد كبيرة من المشاركين والحضور المتوافدين من الخارج بزيادة عن النسخ السابقة، مما يمنحنا دفعة إيجابية لتعزيز الاستثمارات في مصر وزيادتها خلال الفترة المقبلة.
التحول الرقمي
وأشار الرئيس الإقليمي لشركة شنايدر إلكتريك بأفريقيا والشرق الاوسط، أن الرقمنة في قطاع البترول تقع على رأس أولويات شنايدر إلكتريك، ومؤخرًا تم افتتاح مركز القيادة في العاصمة الإدارية الجديدة من قبل وزير البترول بحضور فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي تنفذه شنايدر إلكتريك، ويمثل شبكة تربط بين جميع شركات البترول التابعة للوزارة والقطاع الخاص ليتم ربطهم بمركز القيادة بالعاصمة الإدارية، بهدف تحسين الإنتاج بشكل أساسي ورفع كفاءة استخراج الزيت الخام
وأضاف شتا أن الرئيسي السيسي أكد على أهمية الرقمنة في قطاع البترول والغاز، وخير دليل على ذلك افتتاح وتشغيل مركز القيادة التابع للهيئة العامة للبترول والذي تم توقيعه خلال فعاليات إيجيبس ٢٠٢٢ بين شنايدر إلكتريك ووزارة البترول، وأوضح أن هذا المركز يساهم في تحقيق عائد اقتصادي كبير للدولة المصرية من خلال تحسين كفاءة وجودة المنتج من خلال قياسات نسب وانتاجية كل بئر ومقارنته بالآخر ، ترشيد الاستهلاك، تقليل التكاليف، معربا عن سعادته بتعاون شنايدر إلكتريك مع الجهات في مصر في مجال رقمنة قطاع البترول، وتطلع إلى المزيد من التعاون في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي
وحول أحدث التقنيات المستخدمة في عمليات الشركة، أوضح شتا أن شنايدر إلكتريك بدأت خلال العام الحالي، إدخال واستحداث برامج ذكاء اصطناعي لقراءة إنتاجية البئر وتحسينها، وتقوم هذه البرامج على استخدام تقنيات متقدمة لتحليل البيانات من كل بئر، مثل معدل تدفق الإنتاج، ضغط البئر، درجة حرارة البئر، وتستخدم هذه البيانات لتحديد احتياجات كل بئر من المهام، طلمبات التشغيل، الصيانة، كما تُستخدم هذه البيانات لتحديد المشاكل التي قد تواجهها البئر، مثل انخفاض كفاءة عمل المواتير، مشاكل في طلمبات التشغيل، وهو ما سينعكس بشكل كبير علي زيادة الانتاجية ورفع كفاءة آبار البترول المختلفة، وتُعدّ هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية مصر للتحول الرقمي في قطاع البترول.
وكشف شتا أن شنايدر إلكتريك تقدم باقة متنوعة من البرمجيات التي تهدف إلى رفع وتحسين كفاءة انتاجية قطاع البترول والطاقة، من خلال نظام سوفت وير ذكي يحاكي برميل البترول أو المصفي مما يعطي كافة التفاصيل عن البريمة قبل بدء العمل، لتصبح العمليات أكثر كفاءة واستدامة.
وكشف شتا أن شنايدر إلكتريك توسع شراكاتها في مجال البرمجيات الذكية بعد الاستحواذ على العديد من الشركات العاملة في المجال وعلى رأسها صفقة الاستحواذ على شركة أفيفا العالمية، لتقدم باقة متنوعة من البرمجيات التي تهدف إلى رفع وتحسين كفاءة انتاجية قطاع البترول والطاقة، من خلال نظام سوفت وير ذكي يحاكي برميل البترول أو المصفي مما يعطي كافة التفاصيل عن البريمة قبل بدء العمل، لتصبح العمليات أكثر كفاءة واستدامة، ونعمل داخل شنايدر إلكتريك على تطوير هذا القطاع خلال 2024 من خلال مجموعة من المهندسين المصريين.
التنمية المستدامة
وأكد الرئيس الإقليمي لـ شنايدر إلكتريك بأفريقيا والشرق الاوسط، أن الشركة تؤمن إيمانًا راسخًا بأن الاستدامة في قطاع البترول ترتكز على أولاً الرقمنة التي تُعدّ أداة أساسية لتحسين كفاءة العمليات، وتُساهم في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ثانياً تحويل أي منظومة إنتاجية إلى كهرباء باعتبارها مصدرا نظيفا للطاقة وتساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأضاف تمتلك مصر برنامجًا قويًا للغاية لتحقيق الاستدامة، وتسير بخطى منتظمة ومتميزة من خلال الاستراتيجيات المتكاملة لتحقيق الاستدامة في قطاع البترول من خلال تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر، والتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة المختلفة، حيث يُعدّ الهيدروجين الأخضر الحل الجذري لمشكلة الطاقة، ونفخر بالتعاون مع الدولة المصرية في تنفيذ خطتها الطموحة لرفع نسبة الطاقات المولدة من المصادر الجديدة والمتجددة في خليط الطاقة لقطاع الكهرباء من 12% إلى 42% سواء من الطاقة الشمسية مثل مشروع بنبان، كما نقوم بتقديم حلولنا التكنولوجية، في مجال طاقة الرياح حيث توفر شنايدر إلكتريك أنظمة توزيع الكهرباء لمزارع الرياح فى جبل الزيت، وفي مشروع الضبعة النووية نتواجد بقوة من خلال توفير المهمات الكهربائية للمشروع وجميع هذه المشاريع تهدف في المقام الأول إلى تحقيق التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا.
تحديات وحلول
وبشأن التحديات الراهنة التي يواجهها العالم، قال الرئيس الإقليمي لـشنايدر إلكتريك بأفريقيا والشرق الاوسط، أن ما نشهده من أحداث وتداعيات أدت إلى تباطأ مشروعات الطاقة والبترول حول العالم، وتعمل الشركة على التغلب على هذه التحديات من خلال توطين الصناعة لتقليل الاحتياج إلى العملة الصعبة موضحا أن مصنع شنايدر إلكتريك في مدينة بدر المتخصص في إنتاج اللوحات الكهربية للجهد المنخفض والمتوسط، وتبلغ نسبة المكون المحلي حاليا من 40 – 60%، كما يقوم بتصدير 30% من إنتاجه، موضحا أن شنايدر إلكتريك قامت بضخ 8 ملايين يورو العام الماضي شملت خط إنتاج جديد لتصنيع اللوحات الكهربائية، كذلك التوسع في تصنيع البرمجيات من خلال الاعتماد على المهندسيين المحليين لخدمة السوق المصري وتصدير البرمجيات، وهي صناعة ذات دخل مرتفع.
مراكز التحكم
وعن أبرز المشروعات التي تنفذها شنايدر إلكتريك بالتعاون مع الحكومة المصرية قال شتا، نفخر بالتعاون مع وزارة البترول في تنفيذ أحد أهم مشروعاتها وهو حقل ظهر العملاق، من خلال إنتاج وتوريد المعدات الكهربائية المستخدمة في المشروع، كما تعاوننا مع وزارة الكهرباء في تنفيذ مراكز التحكم الآلي وشبكة توزيع الكهرباء، فقد تم بالفعل الانتهاء من المرحلة الأولي والتي تشمل مراكز القاهرة الجديدة ومدينة نصر والدقي و6 أكتوبر بتكلفة تبلغ 4.6 مليار جنيه والتي تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بحوالي 3,200 طن سنويا تقريبا لكل مركز يتم إنشاؤه، مما يعمل على تعزيز مفهوم الاستدامة، وتحقيق كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الفقد الفني في شبكة التوزيع وتكلفة الصيانة.
ووجه شتا نصائحه للشباب حديثي التخرج والمقبلين على سوق العمل قائلا أنه في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري اتباع بعض النصائح للنجاح في سوق العمل، ومن أهمها إتقان مهارات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت متداخلة في كافة القطاعات، لزيادة فرصهم في الحصول على وظيفة جيدة، والبحث عن التخصصات الجديدة، ومواصلة التعلم المستمر وتطوير المهارات والقدرات، بالبحث عن مصادر التعلم الذاتي المتاحة عبر الإنترنت.