إقرار قانون أميركي يهدف إلى خفض انبعاثات غاز الميثان
مؤسسات خيرية تقرر استثمار 450 مليون دولار للتعامل مع انبعاثات غاز الميثان
أصدرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم السبت قانونا نهائيا يهدف إلى خفض انبعاثات غاز الميثان، مستهدفا صناعة النفط والغاز الطبيعي الأميركية لدورها في ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث يسعى الرئيس بايدن إلى تعزيز إرثه المناخي.
قالت الوكالة الأميركية لحماية البيئة إن القانون الجديد سيخفض بشكل كبير انبعاثات غاز الميثان وغيره من ملوثات الهواء الضارة الناتجة عن صناعة النفط والغاز، ويعزز استخدام تقنيات الكشف عن غاز الميثان المتطورة وتحقيق فوائد كبيرة على الصحة العامة تتمثل في تقليل زيارات المستشفيات، وضياع أيام الدراسة، بل حتى الوفيات.
ويمكن لتلوث الهواء الناتج عن صناعة النفط والغاز أن يسبب السرطان ويضر بالجهازين العصبي والتنفسي ويساهم في حدوث العيوب الخلقية، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشييتد برس".
أعلن مدير وكالة حماية البيئة مايكل ريغان ومستشار المناخ بالبيت الأبيض علي زيدي عن القانون النهائي في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
تعد عمليات النفط والغاز أكبر مصدر صناعي لغاز الميثان، وهو المكون الرئيسي في الغاز الطبيعي، وهو أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون على المدى القصير. وهي مسؤولة عن حوالي ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
يمثل الخفض الحاد في انبعاثات غاز الميثان أولوية عالمية لإبطاء معدل تغير المناخ وهو موضوع رئيسي في مؤتمر المناخ، المعروف باسم "كوب 28".
تعهد الرؤساء ورؤساء الوزراء وأفراد العائلات الملكية من الدول الغنية والفقيرة بخفض كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري في بلدانهم وطلبوا من زملائهم القيام بعمل أفضل.
فيما أعلنت ما يقرب من 12 مؤسسة خيرية كبيرة اليوم السبت، أنها ستستثمر 450 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لمساعدة الدول على اتخاذ إجراءات للتعامل مع انبعاثات غاز الميثان، ثاني أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والذي أصبح محور تركيز جديد لمفاوضات المناخ العالمية، وفق "رويترز".
وستساعد المؤسسات الخيرية التي تشمل صندوق بيزوس للأرض ومؤسسات بلومبرغ الخيرية ومؤسسة سيكويا للمناخ في تسريع الخفض التدريجي لانبعاثات غاز الميثان وغيره من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري غير ثاني أكسيد الكربون.
ويأتي الإعلان عن ذلك في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة والإمارات والصين لإصدار عدة إعلانات في قمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ "كوب28" اليوم السبت بشأن جمع المزيد من التمويل لمعالجة قضية غاز الميثان في الوقت الذي تتقدم فيه الدول بخطط جديدة للحد من تلك الانبعاثات.
ويقول خبراء المناخ إن إدراج الجهود المتعلقة بغاز الميثان في اتفاقية قمة ملزمة قانونا يمثل أولوية.
وغاز الميثان لديه قدرة أكبر على الاحترار من ثاني أكسيد الكربون لكنه يتحلل في الغلاف الجوي في غضون سنوات فقط مقارنة بعقود من الزمن بالنسبة لثاني أكسيد الكربون. وهذا يعني أن الحد من انبعاثات غاز الميثان يمكن أن يكون له تأثير فوري أكثر فيما يتعلق بالحد من تغير المناخ.
ينبعث غاز الميثان من مجموعة متنوعة من المصادر منها إنتاج النفط والغاز والزراعة ومدافن النفايات ونفايات الطعام.
ووعدت أكثر من 150 دولة منذ عام 2021 بخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% عن مستويات عام 2020 بحلول عام 2030 بموجب التعهد العالمي لغاز الميثان بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن القليل منها قدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.
وقالت شركة الأبحاث كايروس، التي تتعقب انبعاثات الميثان، أمس الجمعة، إنه على الرغم من التعهد فإن انبعاثات الميثان لم تنخفض، بل إنها ترتفع في بعض الأماكن.