وكالة الطاقة الذرية: عام 2030 موعد مستهدف لانخفاض منحنى الانبعاث الكربوني
أكد كبير مستشاري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يسري أبو شادي، يوم الخميس أن قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة أصبح قطاعا جاذبا للاستثمارات، مشيرا إلى تحديد عام 2030 كموعد مستهدف لانخفاض منحنى انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
وقال أبو شادي فى حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الاستثمارات تتزايد في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على وجه الخصوص، خاصة بعد انخفاض التكلفة الكلية للاستثمار فيه.
وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة "حددت عام 2030 هدفا باعتباره التاريخ الذي سيبدأ فيه منحنى إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون في تغيير اتجاهه وبدء منحنى هبوطي"، معتبرا ذلك العام "هو عام المساهمة الضخمة في الطاقات الجديدة والمتجددة، وبالتالي الاعتماد بصورة أقل على الوقود الأحفوري".
وعن تزايد الاستثمارات في الطاقة النظيفة، أعطى أبو شادي مثالا بالاستثمارات المصرية في منطقة بنبان بالقرب من محافظة أسوان في جنوب مصر والتي قال إن بها "أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، ويتخطى إنتاجها 2000 ميغاوات".
وأضاف "توجد محطات للطاقة النظيفة أيضا في مصر قرب البحر الأحمر، وهي محطات خاصة بإنتاج الطاقة من الرياح، ويبلغ حجم إنتاجها ما يقرب من 600 أو 700 ميغاوات".
وأشار إلى مشروعات كبرى في هذا القطاع بالمنطقة أقامتها دول كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، مؤكدا "الجميع بدأ يهتم بالطاقة النظيفة والطاقة المتجددة".
وقال "العالم بأكمله يبحث يوم عن الطاقة النظيفة بهدف الحفاظ على البيئة وعلى الكوكب من خلال تقليل انبعاثات الغازات السامة، خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج بشكل أساسي عن استخدام الطاقة الأحفورية".
اهتمام إقليمي متزايد
نوه أبو شادي إلى الاهتمام المتزايد بالطاقة النووية في المنطقة قائلا "تمتلك الإمارات يوم أربعة مفاعلات نووية، ومصر تبني أربعة مفاعلات نووية، وتتطلع السعودية لبناء مفاعلات نووية، وإيران تمتلك مفاعلات نووية، وتركيا تقوم ببناء مفاعلات نووية".
وتابع "المنطقة كلها أصبحت متطلعة إلى الطاقة النووية والطاقة المتجددة، وهذا سيحدث على الأرجح في المستقبل القريب".
أما عن أكبر الدول الملوثة للبيئة قال "الولايات المتحدة والصين هما أكبر دولتين ملوثتين للبيئة، وتعتمدان بصورة كبيرة على الطاقة الأحفورية، ليس فقط الغاز الطبيعي والبترول لكن أيضا الفحم، وهناك دول أوروبية أيضا ما زالت تعتمد على الفحم كمصدر للطاقة".
وأضاف أن التزام هذه الدول بتوصيات قمم المناخ ربما "لن يتسم بالسرعة الشديدة التي نتوقعها، وسيأخذ مزيدا من الوقت".
لكنه عبر عن اعتقاده بأن الصين هي الأقرب إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إذ تشهد "معدلات كبيرة من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، وأهمها الطاقة النووية".
ونوّه إلى أن عدد المفاعلات النووية في الصين حاليا يقترب عددها من 60 مفاعلا، وقال إن الاستثمارات في القطاع النووي تسير "بمعدلات غير مسبوقة".
وأضاف أن الصين ربما تصبح الدولة الثانية عالميا من حيث امتلاك المفاعلات النووية بعد الولايات المتحدة، وقد تصبح الأولى عالميا خلال أقل من عشر سنوات.
الطاقة النظيفة لا تعني نهاية الوقود الأحفوري
لكن أبو شادي أكد أن استخدام مصادر الطاقة النظيفة لا يعني انتهاء استخدامات الوقود الأحفوري، وقال "استخراج الكهرباء من الوقود الأحفوري سيقل، لكن ستظل هناك تطبيقات كثيرة في المواد البتروكيماوية سيستمر العالم في استخدامها على المستوى الصناعي والطبي والعسكري".
وتوقع أن يقل استخدام السيارات التي تعمل بالمشتقات البترولية خلال السنوات المقبلة وأن تعمل الأغلبية العظمى من السيارات بالغاز الطبيعي خلال أقل من عشر سنوات.
وتوقع استمرار استخدام الوقود الأحفوري "حتى نهاية القرن الجاري".
كان قادة مجموعة العشرين قد أكدوا في اجتماعهم الأخير بمدينة نيودلهي في الهند في سبتمبر أيلول الماضي أنهم سيدعمون الجهود الرامية لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030، متعهدين بتسريع العمل لمكافحة تغير المناخ.