رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

محمد صلاح يكتب:_«تسونامى أسيوط»..و«صمت الكهرباء»

عالم الطاقة

تكثرُ في نفسي التساؤلات، وتتدافعُ إليَّ الأحداث صورًا وذكريات وآلامًا، تراود قلمي عن هواه، وتسلبه شغفَه في الكتابة عن كل جميل، لتغريه بطعم الحزن الممزوج بالعجز والتقصير، بالتخاذل والتناسي، بهمٍّ يحمله وهنًا على وهن وبلا فصال، فإنّ هناك جراحًا تنزف وأرواحًا تئِنّ ونداءاتٍ أسمعُها في يقظتي ومنامي، همٌّ يروح وألف همِّ يرجعُ وهذا ما كشفته كارثة محطة غرب أسيوط المركبة التى استيقظ أهالى أسيوط على سيول أشبه ب"تسونامى اليابان" ليعاد تكراره فى شكل "تسونامى أسيوط"...

كشفت كارثة حدوث انهيار جزئي مفاجىء بأحد أحواض التبخير خارج سور محطة كهرباء غرب المركبة بأسيوط التابعة لشركة الوجه القبلى للإنتاج الوجه الحقيقى عن وجود حلقة مفقودة بين الوزارة أو القابضة لكهرباء مصر وبين شركاتها وغياب التخطيط الإستراتيجي قبل تنفيذ اى مشروع مهما كانت أهميته وإستراتيجيته لتؤكد أن هناك أمور لابد من إعادة النظر فيها حتى لو كان تقديم الشكر لقيادات أصبحوا عاجزين عن متابعة مهام عملهم وتفرغوا للسفريات والفسح واغتنام أكبر قدر من البدلات ..فلم نشهد أو نرى مسئولا تحرك إلى موقع الكارثة من باب المتابعة أو حتى المجاملة بل غضت الوزارة ومسئوليها وقياداتها بصرهم بإعتبار أن ما حدث قضاء وقدر ولا عزاء لأهالى أسيوط اللذين دمرت منازلهم وبعثرت رفاتهم وتطايرت جثث ذويهم التى جرفتها مياه السيول العاتية لأبعد من ٣ كليو متر ..؟؟؟نتيجة غياب القدرة على المتابعة و تقديم الملاحظات لتلافى حدوث أى شئ تكون نتائجه وخيمه وخسائر كبيرة !!! 

وبلا شك تعتبر القدرة على تقديم الملاحظات وتلّقيها من بين أكثر الأمور أهمية للشركات التى تستوجب وجود قيادات على قدر من المسئولية والكفاءة بإعتبارها تؤثر هذه القدرة إذا ما استخدمت بفعالية، على نجاح صاحب العمل والموظف على حد سواء، وبذلك نجاح فريق العمل والشركة ككل.


...عكس تقبل المسئولية هو البحث عن الأعذار ولوم الناس ولوم الأشياء التي تحدث  وبما أن كل شئ نفعله هو من قبيل العادة أو الصدفة..

وبكل أسف هو ما إعتاد عليه المسئولين فى القطاع ألا وهو البحث عن الأعذار بحجة تجنب المسئولية!!!!!

ومن التأمل والتعحب أنه إذا إستطاع هذا المسئول أو القيادة  وضع هدفا لنفسه فهو يرفقه فورا بعذر إحتياطي في حالة صعوبة تحقيق الهدف أو إحتياجه لقدرات ذاتية أعلى أو مثابرة أكثر مما كان يعتقده!!!!


وبكل شفافية تختلف القدرة على تحمل المسؤولية من شخص وآخر، يجدها خبراء التنمية بنسب مختلفة بين الأشخاص، وتظهر بوضوح فى العمل أو تحمل الرجل أعباء بيته، فبعضهم يفتقر إلى الشجاعة والجرأة لمواجهة الأزمات، بل أن الأمر يتحول أحياناً إلى خوف مرضي وينسحب دون إتخاذ أي قرار .

 ربما كشفت واقعة أسيوط أمور تحتاج لإعادة النظر فيها خشية تكرار المأساة فى شركات أخرى فى الدلتا أو وجه بحرى أو القناة !!!؟ وبات الشغل الشاغل لدى القيادات العمل بمبدأ المطافى وليس الإسعاف !!!!؟ 

 وأصبح لا محالة عن هيكلة وتطوير القطاع بالكوادر البشرية الشبابية لا العواجيز اللذين غابت رياح التغيير عن مقاعدهم وكراسيهم فى وزارة تحتاج لكل مخلص ووطنى.

 


تم نسخ الرابط