محمد صلاح يكتب: حكاية السكرتير «الحاكم بأمره»
ما أن تتحدث مع شخص له صلة بقطاع الكهرباء في وجه بحري، الإ حدثك عن سكرتير أحد رؤساء شركات التوزيع وكيف يتقمص دور الرئيس الفعلي وكأنه الحاكم بأمره في تلك الشركة، التي أظهرت الأيام ضعف رئيسها، لما لا وهو سلم ذقنه للسكرتير يلعب به الكرة كيفما شاء، وصار يتحكم فى الصغيرة قبل الكبيرة، والأدهى إدعائه أنه على صلة وقرابة بأحد قيادات الشركة القابضة للكهرباء الذى جعل الجميع يتلاشى التعامل معه.
عندما تتحدث مع هذا السكرتير "البدين" ستجده شديد الغرور وغارق في حب الذات ويشعرك بأنه " شادي" محمد كابتن الأهلي في عصره الذهبي، ولكنه في الحقيقة يشبه "حميدة" في فيلم ابن حميدو، وهو الدور الذي لعبته الفنانة زينات صدقي ببراعة.
يمتلك هذا السكرتير كل هذا النفوذ، لأنه من النهاية مسئول العمليات السرية والصفقات التي تتم في الخفاء، فهو كالمنشار "طالع واكل ونازل واكل" فتشعر أنك في الجمرك وليس في مكتب رئيس شركة، فلا يتم تمرير أي قرار كالنقل أوالترقية أوالإجازات دون الحصول على البركة من هذا "البدين" الذي يأخذ الشاي والقهوة والمكسرات ويوحي للجميع بأن الكبير هو من يحب تلك الأشياء وأنه فقط عبد المأمور.
والغريب أن هذا السكرتير يتباهى دائما في الجلسات الخاصة، بأن رئيس الشركة ضعيف شخصية ومتذبذب، هو خاتم في أصبعه يحركه كما يشاء وإن فكر في عصيانه يوماً ما سيكون مصيره كالذي سبقه، خاصة وأن هذا السكرتير يحتفظ بصور من مستندات لها أهمية من الممكن أن تخرج في وقتها كما فعلها مع الرئيس السابق الذى يقطن داخل السجن .
نداء إلى كل القيادات في قطاع الكهرباء.. المصائب دائما تبدأ من عند هؤلاء الذين عششوا فى الأماكن ويتاجروا بالبسطاء .