بعد انخفاض أسعار النفط لأكثر من 6% .. ما تأثير ذلك على الإقتصاد المصري ودعم المواد البترولية؟ (تقرير)
للمرة الأولى منذ عدة أشهر انخفضت أسعار النفط عالميا ، حيث وصل سعر خام برنت القياسي ٦٢،٤٣ دولار للبرميل ،أمس ،الأمر الذى يعتبر بمثابة انخفاض كبير بنسبة بلغت6.6 % منذ أكتوبر 2017 الماضى التى وصل سعر الخام لأعلى مستوى له خلال الاربع سنوات الماضية ، الأمر الذى سيعود بالنفع على الإقتصاد المصرى ، خاصة إذا استمرت الأوضاع علي هذا المنوال، مما قد يساهم بشكل كبير فى انخفاض دعم الدولة للمنتجات البترولية المختلفة.
محمد صلاح
للمرة الأولى منذ عدة أشهرانخفضت أسعار النفط عالميا ، حيث وصل سعر خام برنت القياسي ٦٢،٤٣ دولار للبرميل ،أمس ،الأمر الذى يعتبر بمثابة انخفاض كبير بنسبة بلغت6.6 % منذ أكتوبر 2017 الماضى التى وصل سعر الخام لأعلى مستوى له خلال الاربع سنوات الماضية ،الأمر الذى سيعود بالنفع على الإقتصاد المصرى ، خاصة إذا استمرت الأوضاع علي هذا المنوال، مما قد يساهم بشكل كبير فى انخفاض دعم الدولة للمنتجات البترولية المختلفة.
وشهد ، أول أمس الأربعاء، ارتفاع أسعار النفط بنحو دولار للبرميل فقط ، ليعوض بعضًا من الخسائر التي سجلها أمس البالغة أكثر من 6%، مدعومًا بتقريرعن انخفاض غير متوقع في مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة وواردات قياسية للهند من الخام، على الرغم من وجود تحذيرات أطلقتها وكالة الطاقة الدولية تؤكد وجود ضبابية غير مسبوقة في أسواق النفط بسبب البيئة الاقتصادية الصعبة والمخاطر السياسية، حيث بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 63.60 دولار للبرميل، مرتفعة 1.07 دولار عن الأمس.
ويأتي الارتفاع ، اليوم، بعد تقرير صادر عن معهد البترول الأمريكي مساء أمس، ذكر أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي على غير المتوقع بمقدار 1.5 مليون برميل إلى 439.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبرالماضى.
تأثير الإنخفاض على الإقتصاد المصرى
قال اللدكتور ثروت راغب الخبير البترولى ، إن العنصر الإيجابى الذى سيتحقق لمصر نتيجة انخفاض أسعار البترول، يكمن فى بند دعم مخصصات الطاقة فى الموازنة العامة للدولة، حيث إن البلاد تستورد ثلث المنتجات البترولية من الخارج الأمر الذى يكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات شهريا ، موضحا أن فاتورة هذا الرقم مع انخفاض الأسعار سينخفض، وبالتالى سيكون تأثير انخفاضه إيجابيا على الدولة بانخفاض رقم الدعم فى الموازنة.
وأكد "راغب" فى تصريحاته لـ"عالم الطاقة"، أن تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها يأتي في صالح مصر في وقت ترتفع فيه فاتورة دعم المواد البترولية، مما سيؤدي إلى توفير أموال للبلاد ، نتيجة تراجع الأسعار حالة استمرار انخفاض أسعار خام برنت ، مشيرا إلى أنه في حال استمرار تراجع أسعار النفط، سيؤدي ذلك إلى تخفيض الدعم الموجه إلى المواد البترولية بموازنة العام المالي الحالى.
رئيس جمعية "مستثمرى الغاز":تراجع أسعار "النفط" يعتبر بمثابة دعم مجاني لمصر
وأكد محمد سعد الدين رئيس جمعية مستثمري الغاز ورئيس لجنة الطاقة الجديدة والمتجددة باتحاد الصناعات، أن مصر تعد من الدول المستفيدة من تراجع أسعار النفط عالمياُ ، مشيرا إلى أن مصر تستورد 30% من احتياجاتها من المواد البترولية من الخارج ، مشيرا إلى أن ما سيتم توفيره من تراجع أسعار النفط يعتبر بمثابة دعم مجاني لمصر وهي بحاجة إليه، قائلا:-" هذا الإنخفاض يعطي فرصة للبلاد كي ''تشم نفسها بكرامة'' دون الحصول على قروض .
واستبعد "سعد الدين" فى تصريحاته لـ"عالم الطاقة "، إن تقوم الحكومة بزيادة أسعار المواد البترولية خلال الفترة الحالية فى ظل انخفاض أسعار النفط عالميا ، مشيرا إلى أنه إذا استمر الإنخفاض فإن ذلك سيكون له مردود إيجابى على الإقتصاد المصرى وأسعار السلع الغذائية بوجه خاص .
فيما يرى آخرون أن أسعار النفط الحالية ماهي إلا حرب سياسية بين أمريكا ودول الخليج من جهة ضد روسيا وإيران ولضرب الاقتصاد الروسي ، حيث أن الغاز والوقود يمثلان نحو 75 بالمئة من صادرات روسيا وأكثر من نصف عائدات الميزانية، وكأداة سياسية في الصراع الإيراني السعودي.
وأكدت تقارير عالمية، أن تراجع أسعار النفط سيكون بمثابة نعمة للمستهلكين الذي يريدون دفع مبالغ أقل مقابل المواد الغذائية، ونحو 45 %من نفقات عمل الزراعة وحصاد الأرز يأتي من المدخلات مثل الوقود وزيوت التشحيم والكهرباء والأسمدة حيث تمثل الطاقة نحو 54 % من تكاليف الذرة والقمح بحسب تحليل بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ووزارة الزراعة الأمريكية.
وفقدت منظمة "أوبك" سيطرتها على أسوق النفط، وباتت المجريات في هذه السوق الحيوية من الاقتصاد العالمي تتحدد من قبل ثلاث شخصيات، وذلك عبر إطلاق التصريحات أو التغريدات وفقا لمقال تحليلى نشرته وكالة "بلومبرج" ، والتى قالت فيه إن قيادات ثلاثة أكبر منتجين للنفط في العالم وهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان، سيؤثرون على مسار أسعار النفط في 2019 وما بعد ذلك.
وقالت الوكالة إنه في الوقت الذي تكافح فيه منظمة "أوبك" لتوحيد الصف، تهيمن الولايات المتحدة وروسيا والسعودية على إنتاج النفط العالمي، حيث يتجاوز إنتاج الدول الثلاث من الذهب الأسود إنتاج 15 عضوا في "أوبك"
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وروسيا والسعودية تضخ النفط حاليا بمعدلات قياسية وبمقدور كل واحد منها زيادة الإنتاج في 2019، رغم أنها لا تفضل هذا الخيار
ووفقا لبيانات "بلومبرغ" فإن إنتاج روسيا من الخام والمكثفات والغاز الطبيعي المسال يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا، فيما يبلغ إنتاج السعودية 12.2 مليون برميل يوميا، بينما وصل إنتاج الولايات المتحدة إلى 15.2 مليون برميل يوميا.
وأضافت أن موسكو والرياض قادتا مجموعة الدول المنتجة للنفط المنضوية تحت راية "أوبك+" في يونيو الماضي لتخفيف القيود التي كانت مفروضة على إنتاج النفط منذ بداية 2017، وبعد ذلك رفع كلا البلدين إنتاجهما من الخام إلى مستويات قياسية أو قريبة منها.
وعن تأثير هذه الدول الثلاث في سوق النفط، أشارت "بلومبرغ" إلى أن السعودية التي تعتمد على عائدات النفط بشكل كبير، قررت خفض صادراتها بنحو 500 ألف برميل في اليوم الشهر المقبل مع انخفاض أسعاره في السوق.
فيما رأت الوكالة أن تصريح الرئيس بوتين أن سعر برميل النفط عند 70 دولارا يناسب روسيا، مؤشر على أن "موسكو قد تقرر عدم تمديد خفض الإنتاج خلال اجتماع أوبك+ الشهر القادم"، لكنها ستواصل التعاون والتنسيق مع الرياض في سوق النفط في 2019.
وسجلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 4.24 دولار، وهو ما يعادل ما يعادل 7.1%، لتبلغ في التسوية 55.69 دولار للبرميل، مسجلة أكبر تراجع يومي لأسعاره منذ شهر سبتمبر 2015
كما خسر الخام الأميركي 28 % منذ أن بلغ مستوى ذروة في أوائل أكتوبر ، كما هبط خام القياس العالمي مزيج برنت 4.65 دولار، أي ما يعادل 6.6 %، ليبلغ عند التسوية 65.47 دولار للبرميل، مسجلا أكبر خسارة يومية له.
وكانت أسوق النفط شهدت ،أمس ، حالة فقدان للزخم، خاصة مع تدهور الآفاق الاقتصادية وارتفاع الإنتاج الأميركي، مما طغى على تأثير التخفيضات المتوقعة في إمدادات منظمة أوبك. وسجل خام القياس العالمي مزيج برنت 66.43 دولار للبرميل، بانخفاض 36 سنتا أو ما يوازي 0.5% عن سعر آخر إغلاق.
ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 56.97 دولار للبرميل، بانخفاض 23 سنتا أو 0.4% عن آخر تسوية. وجاءت الانخفاضات عقب زيادات في الأسعار في وقت سابق من الجلسة.
وانخفضت أسعار النفط نحو الربع من المستويات المرتفعة الأخيرة، التي سجلتها في أوائل أكتوبر، نتيجة زيادة الإمدادات لاسيما من الولايات المتحدة. وارتفع الإنتاج الأميركي بنحو 25% هذا العام، مسجلا مستوى قياسيا عند 11.7 مليون برميل يوميا. ويأتي ذلك وسط توقعات واسعة النطاق بتباطؤ اقتصادي، دفعت أسعار الأسهم الآسيوية للهبوط ، أمس، فضلا عن خسائر حادة لوول ستريت .