رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

لعدم وجود تمويلات مالية..تفاصيل تعرض ٤ مشروعات بترول عملاقة لمهب الريح والفشل

عالم الطاقة

تناول الكاتب الصحفى محمد صلاح رئيس تحرير موقع عالم الطاقة ومسئول ملف الطاقة بجريدة الفجر الأسبوغية الحديث بالتفاصيل عن تفاصيل تعرض ٤ مشروعات بترول عملاقة لمهب الريح والفشل نتيجة عدم وجود تمويلات مالية أو خطة واضحة...

تصريحات مستمرة ووعود باتت زائفة وإتفاقيات مجرد شو إعلامى حال بعض مشروعات قطاع البترول والثروة المعدنية التى باتت فى مهب الريح لعدم وجود تمويلات لها على الرغم من تصريحات ووعود المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بأنها ستحدث نقلة كبيرة بل نوعية فى الاقتصاد القومى للدولة المصرية إلا أن تلك المشروعات لم تخرج النور وسط تساؤلات واستفسارات يبحث الكثيرين عن وجود إجابات واقعية لها وإن كان فى مقدمتها مشروع الأسمدة الفوسفاتية بهضبة أبو طرطور الذى كتبت له شهادة وفاة برحيل المحاسب خالد الغزالى حرب الذى استطاع بنجاح الحصول على موافقات بتوفير التمويل المالى للمشروع إلا أن سرعان ما توقف برحيل الغزالى حرب عن رئاسته لشركة فوسفات مصر التى تشرف على تنفيذ المشروع الحيوى والإستراتيجى بمحافظة الوادى الجديد التى بلغت تكلفته ٥٠٠ مليون جنيه وكذلك ينطبق الأمر على مشروع الميثانول بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس الذى تم رصد استثمارات تقدر ب١.٧ مليار دولار وكذلك توقيع إتفاقية مع المساهمين إلا أن بسبب قلة الغاز تم إرجاء تنفيذ المشروع لعدم وجود فائض وتوجه الدولة لبيع الغاز الطبيعى للخارج لتحقيق أقوى عائد اقتصادى وتوفير الدولار لمواجهة الأزمة الاقتصادية المستمرة على الرغم من وجود دراسة إقتصادية لسعر الغاز قبيل تنفيذ المشروع أو توقيع بروتوكولات ومذكرات التفاهم ...

 

مشروع تطوير هضبة فوسفات أبو طرطور :_

 

 يمثل مشروع هضبة أبو طرطور كيانا اقتصاديا حال استغلاله بالشكل الأمثل إلا أن ذلك لم يحدث على أرض الواقع على الرغم من أن الهضبة غنية بمقومات متعددة ولمختلف الصناعات ومساحتها كبيرة، وحال استغلالها ستوفر قيمة اقتصادية وفرص عمالة للشباب المصرى خاصة بعد نقل تبعية المشروع من وزارة الصناعة إلى وزارة البترول والثروة المعدنية علما بأن  قيمة مشروع أبو طرطور لا تنحصر فى الفوسفات فقط، بل لأن إمكاناته تؤهله لأن يكون أكبر مجمع صناعى فى جنوب مصر، فهو يحتوى على الأسمنت والحجر الجيرى إلى جانب الفوسفات والطفلات الزيتية الحمراء والزرقاء والسوداء

 

وعلى الرغم من الاتفاق على نقل تبعية المشروع من وزارة الصناعة إلى وزارة البترول لما لها من خبرات تعدينية إلا أن المشروع يواجه حاليا شبح التوقف والفشل خاصة فى ظل تدنى وتراجع مستوى ٱداء شركة فوسفات مصر التى تم إنشائها تابعة لوزارة البترول بالرغم من  التنسيق مع  عدد من الشركات الأجنبية والمصرية والبنوك، لإقامة أول مشروع لإنتاج حامض الفوسفوريك من خام هضبة فوسفات أبو طرطور باعتمادات مالية تقدر بحوالى 900 مليون دولار، ليكون المشروع نقطة انطلاق حقيقية لثروة صناعية كبيرة وإقامة منطقة لوجستية للصناعة المصرية فى الوادى الجديد إلا أن ذلك يواجه فشل وصعوبات كبيرة فى التنفيذ خلال الفترة الحالية أو المقبلة بوجه خاص على الرغم أن يعتبر المشروع  أكبر منتج ومُصدر للفوسفات على مستوى مصر خلال عام 2020 وأن حجم المبيعات من الفوسفات شهد نمواً مقارنة بالعام السابق بالرغم من تأثيرات جائحة كورونا على كافة المستويات، حيث وصل إلى نحو 2.4 مليون طن بزيادة 9.2% عن العام الماضي، ويعكس ذلك أهمية المشروع كأكبر مورد رئيسي لمصانع الأسمدة في مصر.

وعلى الرغم من توقيع العقد الخاص بمناقصة تركيب وتأهيل السيور الناقلة للخام حتى موقع مصنع حامض الفوسفوريك إلا أن ذلك يواجه صعوبات كبيرة مما يعرقل البرنامج الزمنى لتنفيذ المصنع وكذلك وجود عراقيل خاصة بتوقف أعمال تنفيذ خط السكة الحديد وميناء سفاجا والمدينة السكنية ومحطة الكهرباء،‏‏ والتى  بلغت التكلفة بالفوائد نحو 6,2‏ مليار جنيه،‏ وبلغت التكلفة الرأسمالية للمشروع الصناعي والمنجم نحو ‏2550‏ مليون جنيه،‏ والفوائد نحو 2019‏ مليون جنيه‏.‏ 

مشروع إنتاج الميثانول بالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس 

يأتى فى المرتبة الثانية مشروع إنتاج الميثانول بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، فعلى الرغم من إعلان وزارة البترول تبنيها خططا لزيادة القيمة المضافة من خلال التوسع فى أنشطة ومشروعات إنتاج البتروكيماويات من أجل  توفير احتياجات السوق المحلى من المنتجات البتروكيماوية سواء كانت الوسيطة إلا أنه منذ توقيع عقد المشروع فى ٢٩ يناير ٢٠١٨ وحتى اللحظة لم يتم الإعلان عن اى خطوات جديدة أو اى تحركات من شأنها المساهمة فى زيادة الدخل والناتج القومى..

وفى 29يناير 2018 ، شهد المهندس طارق الملا وزير البترول  والثروة المعدنية توقيع عقدي بيع وتوريد اليوريا لمشروع السويس لمشتقات الميثانول، الذي تبلغ استثماراته  50 مليون دولار إلا أن المشروع حتى اللحظة لم يخرج للنور ، على الرغم أنه يعد حلقة جديدة فى صناعة البتروكيماويات المصرية يضيفها القطاع بإعتباره الأول من نوعه لإنتاج البتروكيماويات المتخصصة من الميثانول لخدمة صناعات الأسمدة والخرسانة الجاهزة والمواد اللاصقة .

ويهدف المشروع لإنتاج 18 ألف طن من اليوريا فورمالدهيد تركيز 85 و34 ألف طن سنوياً من اليوريا فورمالدهيد تركيز 65 و26 ألف طن من النفتالين فورمالدهيد المسلفن سنوياً، وهو أحد مشروعات التكامل بين شركات البترول حيث يتم تغذيته  باليوريا من شركة أبو قير للأسمدة وشركة موبكو والصودا الكاوية من شركة البتروكيماويات المصرية.

 

إنشاء مجمع البحر للبتروكيماويات :_

 

ويأتى فى المرتبة الثالثة مشروع إنشاء مجمع البحر الاحمر للبتروكيماويات الذى تم تشكيل مجلس إدارة برئاسة المهندس محمد عبادى الذى فشل فى قيادة شركة اموك التابعة لقطاع البترول والثروة المعدنية ثم تم تعيينه بالمجاملة  رئيسا لمجلس إدارة شركة البحر الاحمر للبتروكيماويات وهى شركة مساهمة مصرية تابعة لقطاع البترول المصرى تأسست في يونية 2021  والتى  

تعتبر بمثابة أكبر مشروع للبتروكيماويات في مصر و أفريقيا  بتكلفة استثمارية تصل إلى 7,5 مليار دولار إلا أنه لم يتم الإعلان عن اتخاذ أى خطوات جدية أو توفير التمويلات اللازمة لإنشاء المشروع الذى من المقرر أن يضم مُجمَّعاً لإنتاج المنتجات البتروكيماوية و البترولية ذات القيمة المضافة مثل البولي إيثيلين و البولي بروبلين و البوليستر و وقود السفن و غيرها من المنتجات للسوق المحلي و التصدير.

 

وكان من المستهدف ان يبدأ المجمع في الإنتاج بطاقة 3,5 مليون طن سنويا من المنتجات البترولية ، بالإضافة إلى مليون طن منتجات بتروكيماوية مثل البولي بروبلين و مشتقات الإيثيلين على أن يتم تغذية المجمع بنحو 5 ملايين طن من خام المازوت سنوياً ، سيتم تأمين معظمها من معامل التكرير بمنطقة السويس لتغطية احتياجات السوق المحلية و تصدير الفائض ، بما يسهم في زيادة العائد الاقتصادي للدولة و تتكلف الاستثمارات نحو 3.2 مليار دولار إلا أن ذلك يواجه شبح الفشل لتعثر التمويلات المالية اللازمة لاستكمال المشروع وهذا ما يتنافى مع ما أعلنه رئيس الشركة خلال استعراضه نتائج العمل  عن العام المالي 2021 وموقف المشروع حاليا والذى أكد  أنه تم توقيع  14 رخصة لوحدات المشروع بالإضافة إلي توقيع عقد مع مجموعة أرامكو السعودية للتجارة وتشتمل الاتفاقيات والعقود على العديد من المجالات الرئيسية للتعجيل بتنفيذ هذا المجمع العملاق في مقدمتها اتفاقية المبادئ لتوفير الخام مع شركة أرامكو السعودية للتجارة والتي تعد الشركة الأولى والرائدة عالميا في مجال توفير الخام مما سيؤمن إحتياجات شركة البحر الأحمر من الخام العربي الخفيف جدا لما يتميز به من جودة وملائمة لتصميم مجمع البتروكيماويات وما تتميز به شركة أرامكو من باع طويل وخبرة عريقة والتزام إلا أن مجرد كلام على ورق ولم يخرج المشروع للنور..

إنشاء مجمع العلمين للبتروكيماويات:_

أما فى المرتبة الرابعة يأتى مشروع إنشاء مجمع العلمين للبتروكيماويات الذى تم تخصيص الارض له بمدينة العلمين دون البدء فى اى إجراءات على أرض الواقع بالرغم من توقيع مذكرة تفاهم بين شركتى المصرية القابضة للبتروكيماويات و Wood Italiana إعداد دراسة الجدوى التفصيلية لمشروع مجمع العلمين للبتروكيماويات في مصر بحضور وزير البترول والثروة المعدنية على هامش فعاليات ايجبس 2022 الماضى بالإضافة إلى إعلان وزير البترول والثروة المعدنية ، أن عقد جمعية شركة مجمع العلمين للبتروكيماويات يُعد أحد ثمار جهود الوزارة خلال الفترة الماضية لتشجيع وجذب مزيد من الاستثمارات فى هذه المجالات الاستراتيجية والحيوية ، مؤكداً أن مردود المشروعات الجديدة المخطط تنفيذها والتى ستقام على مساحة 1600 فدان بالمنطقة الصناعية بمدينة العلمين الجديدة وباستثمارات تقدر بحوالى 5ر10 مليار دولار لإنتاج 6 مليون طن سنوياً من المنتجات البتروكيماوية والكيماوية المتخصصة والغير تقليدية والتى لا يتم إنتاجها محلياً إلا أن ذلك لم يخرج للنور أو يتم توفير التمويلات المالية اللازمة لإقامة المشروع والمضى قدما فى التسويق لمنطقة العلمين  باعتبارها ظهير صناعى واعد لإقامة العديد من الصناعات الرئيسية والتكميلية وتحقق التنمية المستدامة التى تستهدفها الدولة بالمنطقة.

 

ما يدعو للاستغراب والدهشة تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية بالبدء فى تنفيذ الخطط المحددة لإقامة تلك المشروعات على أعلى مستوى من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والاستفادة إلا أن ذلك يتنافى مع الواقع بسبب عدم وجود التمويلات والضمانات المالية اللازمة لإقامة تلك المشروعات التى أصبحت فى مهب الريح...



تم نسخ الرابط
ads