القمة «الخليجية - الصينية» تبحث استقرار أسواق النفط
انطلقت، أمس، أعمال القمة الخليجية الصينية، لأول مرة، بعد قمتين شارك فيهما الرئيس الصينى شى جين بينج، مع قادة الدول العربية، وقمة أخرى سعودية صينية، بحضور العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأكد ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، أن القمة الخليجية الصينية تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة فى التعاون الخليجى الصينى، معبرًا عن تطلع المملكة للتعاون مع الصين فى مختلف المجالات ونقله لآفاق أرحب.
وقال: «بحثنا إنشاء منطقة تجارة حرة خليجية صينية، ونستكشف فرص التعاون مع الصين فى مجالات الأمن الغذائى وسلاسل الإمداد»، مؤكدًا الاتفاق مع الصين على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة التى تواجه الإنسانية. وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجى تؤكد استمرار دورها كمصدر موثوق للطاقة لتلبية احتياجات العالم والصين، مشددًا على أن تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة لن يتحقق إلا بخروج الميليشيات من المنطقة، ووقف التدخلات الخارجية فى شؤونها.
من جانبه أوضح الرئيس الصينى أن بلاده ستواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج، وستواصل استيراد النفط بكميات كبيرة من دول الخليج، مشيدًا بجهود السعودية لاستضافة أول قمة خليجية صينية، ولفت إلى أن مجلس التعاون الخليجى نجح فى تخطى التحديات العالمية، كما أن الدول الخليجية والصين يمكنها تحقيق التكامل الاقتصادى والصناعى، وأن جهود الصين تتضافر مع دول الخليج لتفعيل نظام المدفوعات بالعملات المحلية، مشيرًا إلى إنشاء مجلس استثمار مع دول الخليج، وإنشاء المركز الخليجى الصينى للأمن النووى.
فى سياق متصل، أكدت المملكة العربية السعودية، والصين، دعمهما الكامل للتوصل إلى أهمية الحلول السياسية فى مختلف القضايا سواء كانت على الصعيد العربى أو الدولى، وذلك فى أعقاب القمة السعودية الصينية.
وأكد بيان مشترك عن القمة دعم الجانبين الكامل للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسى للأزمة اليمنية، وأشاد الجانب الصينى بمبادرة المملكة لإنهاء الحرب فى اليمن، وجهودها ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية، كما أكد الجانبان أهمية دعم مجلس القيادة الرئاسى فى اليمن لتمكينه من أداء مهامه، وأهمية التزام الحوثيين بالهدنة، والتعاون مع المبعوث الأممى الخاص لليمن.
واتفق الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لضمان سلمية برنامج إيران النووى، ودعوة طهران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على منظومة عدم الانتشار، مع احترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول.
وجدد الجانب السعودى تأكيده الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، وعبر الجانب الصينى عن دعمه للمملكة فى الحفاظ على أمنها واستقرارها، وأكد معارضته بحزم أى تصرفات من شأنها التدخل فى الشؤون الداخلية للسعودية، ورفض أى هجمات تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية والأراضى والمصالح السعودية.
وأشار الجانبان إلى أن تطوير وتوطيد التعاون بينهما فى مجال النفط يتفق مع المصالح المشتركة للجانبين، وأكد الجانبان على أهمية استقرار أسواق البترول العالمية، ورحبت الصين بدور المملكة فى دعم توازن واستقرار أسواق البترول العالمية، وكمصدّر رئيسى موثوق للبترول الخام إلى الصين.
ونوها إلى أهمية تعميق التعاون المشترك فى مبادرات «الحزام والطريق»، والترحيب بانضمام المؤسسات السعودية المعنية إلى شراكة الطاقة والاستثمارات المختلفة فى إطار المبادرات، وتعزيز موقع المملكة كمركز إقليمى للشركات الصينية لإنتاج وتصدير منتجات قطاع الطاقة.