رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

سوق النفط العالمية تطلق إشارات تحذيرية مع تفاقم مخاوف الطلب

عالم الطاقة

تواصل سوق النفط العالمية إرسال الإشارات حول توقعات ضعف الطلب. ومن بين أحدث هذه الإشارات انخفاض مؤشر عن الاستهلاك الآسيوي للنفط الخام يحظى بمتابعة دقيقة إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر، حيث أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا  إلى فرض قيود شبيهة بالإغلاق في الصين، وهي أكبر مستورد للخام في العالم.

علاوة العقود الآجلة لخام عُمان على عقود المقايضة لخام دبي انخفضت إلى أقل من دولار واحد للبرميل في بورصة دبي للطاقة (DME) يوم الخميس. وقد هبطت هذه العلاوة بنحو 80% في نوفمبر الجاري.

تراجعت أسواق النفط في نوفمبر، وسط انطلاق علامات تحذيرية من مجموعة من المؤشرات التي تحظى بمُراقبة واسعة دافعة أسعار العقود الآجلة نحو الهبوط. انخفض هامش العقود الأقرب أجلا لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى منطقة الكونتانغو، في نمط تسعير هبوطي يشير إلى وفرة المعروض في الأجل القريب. وفي ظل انتشار علامات الخطر، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوى لها منذ يناير في بداية هذا الأسبوع.

توقعات الطلب في الصين
توقعات انتعاش طلب الصين على النفط تتلاشى وسط ارتفاع حالات الإصابة اليومية بكوفيد-19 إلى مستويات قياسية، ما دفع المسؤولين إلى تكثيف التدابير الرامية لاحتواء الوباء وفرض قيود على الحركة.

في ظل هذه التحديات، تمتنع بعض مصافي التكرير الصينية عن شراء شحنات من الدرجة الروسية المفضلة، ما يحد من الطلب في وقت ينتظر فيه المتعاملون تفاصيل أكثر حول خطة مجموعة الدول السبع لوضع سقف لسعر النفط الروسي بجانب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي ستدخل حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر.

تعليقاً على الأمر، قالت فاندانا هاري، مؤسسة "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights) بسنغافورة، إن "حقيقة أن الخامس من ديسمبر لن يأت بأي زيادة في الأسعار تشير إلى تفاؤل بالسوق بأنه لن يكون هناك اضطراب كبير في المعروض، على الأقل لا شيء على أساس مستديم".

تتجه العقود الآجلة لخام برنت إلى تسجيل ثالث انخفاض أسبوعي في أسعارها يوم الجمعة وسط ظهور مؤشرات أخرى من الصين تدل على تضاعف قيود مكافحة الوباء في المدن الرئيسية، إذ يسعى المسؤولون إلى التصدي لتفشي كوفيد-19. وفُرضت جولة جديدة من القيود في العاصمة الصينية بكين، التي يقطنها 22 مليون شخص، حيث طُلب من السكان عدم مغادرة منازلهم.

خام الشرق الأوسط
حقق مؤشر فارق العقود الآجلة لخام عمان عن عقود مبادلة خام دبي، الذي انخفض إلى ما دون دولار ليوم واحد في أبريل، علاوات قيمتها عدة دولارات منذ غزو أوكرانيا. فقد ارتفع إلى 15 دولارا في مارس في ظل بدء العديد من المشترين في تجنب النفط الروسي، ما زاد من جاذبية خام الشرق الأوسط ورفع من قيمة العلاوة.

في ظل انتهاء أغلب التداول الفعلي لنوفمبر الجاري لشحنات تحميل شهر يناير، تراجعت العلاوات السعرية الفورية لدرجات الخليج العربي الرئيسية بشكل حاد. وقال متداولو تلك الدرجات إنه بالرغم من أن الشركة الصينية "رونغ شنغ بتروكيميكال" (Rongsheng Petrochemical) اشترت نحو 7 ملايين برميل في منتصف الشهر، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لرفع المعنويات.

في الوقت نفسه، أظهرت بيانات "بي في إم أويل أسوشيتس" (PVM Oil Associates) أن مؤشرا آخر للسوق الفعلية، عقود مبادلة خام دبي وسط الشهر، دخل في منطقة الكونتانغو في وقت مبكر من يوم الجمعة، في إشارة إلى اتجاه هبوطي بالنسبة لعقود ديسمبر حتى أبريل، قبل عودتها إلى نمط "باكورديشن" بدرجة طفيفة (حيث أسعار العقود الآجلة أقل من أسعار العقود الأقرب أجلا أو الأسعار الفورية). قبل هذا الأسبوع، كانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها المؤشر في منطقة الكونتانغو في أبريل 2021 (حيث تكون أسعار العقود الآجلة أعلى من أسعار العقود الأقرب أجلا أو الأسعار الفورية).

تم تداول خام برنت عند ما يقرب من 87 دولارا للبرميل يوم الجمعة بعد أن وصل إلى 82.31 دولار يوم الاثنين، وهو أدنى مستوى لأسعار منتصف يوم التداول منذ شهر يناير.


تم نسخ الرابط
ads