اشياً مع توقعات السوق، قرّرت "أوبك+"
تماشياً مع توقعات السوق، قرّرت "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، عقب اجتماع التحالف لأول مرّة بشكلٍ مباشر منذ مارس 2020، وذلك في مقرّ منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) بالعاصمة النمساوية فيينا.
هذا الخفض هو الأكبر منذ جائحة كورونا، والثاني على التوالي لـ"أوبك+" بعد أن خفّض التحالف الإنتاج بشكل رمزي بـ100 ألف برميل يومياً باجتماع سبتمبر الماضي.
الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، قدّر في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، ردّاً على سؤال أن الخفض الفعلي للإنتاج سيكون ما بين مليون إلى 1.1 مليون برميل يومياً"، في إشارةٍ إلى أن بعض دول التحالف لا تُنتج على أرض الواقع بما يوازي حصتها المتفق عليها.
أوضح أن "اوبك+" قرر تمديد خطوط الأساس القائمة لحصص الإنتاج، لكن "نأمل أن يكون لدينا الوقت الكافي ما بين الاجتماعات العام المقبل للنظر مجدداً في خطوط الأساس.. وربما مراجعتها"، وفقاً للأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي أكّد على أهمية أن يبقى التحالف "استباقياً ومبادراً".
وقفز سعر برميل النفط بحوالي 2% بعدها إلى 93.5 دولار للبرميل، معززاً مكاسبه
ضغوط أمريكية بعد الخفض
فور صدور قرار "أوبك+"، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن "خيبة أمله"، واصفاً خفض الإنتاج بـ"القرار قصير النظر"، معتبراً أنه "بينما يتعامل الاقتصاد العالمي مع التأثير السلبي المستمر لغزو بوتين لأوكرانيا، وفي الوقت الذي يمثل فيه الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمراً بالغ الأهمية، سيكون لهذا القرار التأثير الأكثر سلبية على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة".
البيان الأميركي، الصادر عن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض برايان ديزي، أعلن أنه "في ضوء إجراء اليوم، ستتشاور إدارة بايدن مع الكونغرس حول أدوات وسلطات إضافية لتقليل سيطرة أوبك على أسعار الطاقة".
كانت وكالة رويترز أشارت، صباح اليوم، إلى ممارسة الولايات المتحدة لضغوط على دول "أوبك+" لمنعها من المضي قدماً في تخفيضات كبيرة محتملة في إنتاج النفط.
انخفض النفط بنسبة 25% في الربع الأخير، حيث رفعت البنوك المركزية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. لكن الأسعار شهدت ارتفاعاً خلال الأيام الأخيرة، من 84 دولاراً لبرميل برنت في 26 سبتمبر إلى حوالي 93.5 دولار حالياً.
الوصول للتوازن
البيان الصادر عن الاجتماع رقم 33 للتحالف، أفصح أن "أوبك+" سيجتمع من الآن وصاعداً كل شهرين، بدل اللقاء شهرياً كما كان معتمداً منذ قيام التحالف، وبالتالي، فإن الاجتماع المقبل سيُعقد في 4 ديسمبر، في حين وزراء الطاقة والنفط للدول الأعضاء سيلتقون كل 6 شهور.
نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أشار إلى الحاجة "لتحقيق التوازن في السوق من خلال خفض الإنتاج، وسط تراجع الطلب أثناء الشتاء"، كاشفاً عن تمديد تحالف "أوبك+" حتى نهاية 2023.
في وقتٍ سابق من العام الحالي، قفز سعر خام برنت فوق 125 دولاراً للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير. لكنه انخفض منذ ذلك الحين، ما قلّص من المكاسب الهائلة التي حققها أعضاء التحالف.
وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص، إن القدرة الإنتاجية الفائضة عن خفض إنتاج النفط، قد تسمح للتحالف بالتدخل، في حال حدوث أزمات عالمية بقطاع الطاقة، وفق ما نقلت "القبس" الكويتية.
الخفض لاستقرار الاسعار
وقال المهندس مدحت يوسف نائب، رئيس هيئة البترول المصرية الأسبق أن الهدف من قرار أوبك بلس في خفض انتاج النفط بمقدار ٢ مليون برميل يومياً هو الحفاظ علي استقرار الأسعار النفط في حدود محددة.
أضاف أن قرار تخفيض انتاج النفط جاء بعد دراسة من دول أوبك بلس بسبب انخفاض أسعار النفط ادي الي انهيار كبير في دول أوبك بلس.
أشار إلى أن المملكة العربية السعودية أعلنت عام ٢٠٢٠ بيع برميل النفط بـ ٨ دولار فقط للبرميل الواحد.. مؤكدًا أن مصر ستتأثر سلبيا لأننا مستوردين للنفط من الخارج كى نكفى جزء من احتياجاتنا، ونستورد جزء من المنتجات البترولية المشتقة من النفط.
تابع: «لدينا غاز طبيعى نصدر منه كميات كبيرة وسنزداد صادراتنا منه وهذا سيحدث نوع من التوازن إلى حد ما ، موضحا أن سعر برميل النفط سيصل خلال الفترة المقبلة ما بين 100 إلى 110 دولار».
قال الكاتب الصحفي محمد صلاح، رئيس تحرير موقع عالم الطاقة، إن تداعيات قرار تخفيض إنتاج أوبك+ إن قرار تخفيض الإنتاج قرارًا توافقيًا بين دول أوبك+ خاصة السعودية وروسيا، وأن قرار الخفض له بعد سياسي خاصة مع قرب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وهو ما يمثل ورقة ضغط علي الادرة الامريكية .