محمد صلاح يكتب:-"مافيا"الثروة المعدنية..و"إحراج" الملا
حظى قطاع الثروة المعدنية على مدار الفترة الماضية بإهتمام خاص من القيادة المصرية لما يمثله من ركيزة أساسية فى دعم الإقتصاد القومى ممثلا فى الإستفادة من الكنوز والخامات الثمينة الموجودة فى مصر سواء ذهب أو كوارتز أو فوسفات ورمال بيضاء وسوداء وأنواع عديدة من الخامات ويكفى فقط أن دول بعتمد اقتصادها القومى مثل تونس والمغرب على بيع خام الفوسفات مما يحقق أعلى قيمة مضافة وعائد مادى بالدولار إلا أن قطاع الثروة المعدنية خلال الفترة الأخيرة وبالأخص منذ تولى رئيسها الحالى الذى انتهج وعمد على تهميش وبسط نفوذه وصلاحياته على نائب وزير البترول للثروة المعدنية "المسالم" واستطاع الإنقضاض على أبسط صلاحياته ....حتى لم يشفع له عدم تبوأه أيا من عضويات مجالس إدارت الشركات التابعة للهيئة والتى استطاع رئيس الهيئة إحكام السيطرة عليها والمقربين منه.
بات ملف الثروة المعدنية يتعرض لإغتيال معنوى كبير يوما تلو الأخر ربما ستكون فى القريب العاجل نتائجه سلبية ووخيمة ، خاصة فى ظل سياسة قائمة على الإستعانة بأصحاب النفوذ والمقربين من أصحاب وصناع القرار فى قطاع البترول والثروة المعدنية..
ما يحدث حاليا بمثابة تدمير "متعمد" لم يحدث من قبل فى قطاع حيوى وذلك يتنافى ويتعارض مع ما تم تحقيقه وإنجازه على مدار السنوات الماضية فى منظومة الثروة المعدنية بفضل قيادات فضلت مصلحة وطنها على مصلحتها الخاصة ..
وهنا أود أنم أطرح تساؤلات عدة منها ماذا فعلت الشركات الـ11 حتى الان فى مناطق الإمتياز التى تم منحها لهم ؟ أين نتائج مزايدة الذهب الثانية التى مر عليها 10 اشهر؟ وماذا تم فى مزايدة الخامات التى لم تفوز سوى شركة واحدة من القطاع الخاص؟ فمن المسئول عن ذلك؟
ما جعل الجميع داخل الهيئة يضرب كفا على كف ويتضرع إلى الله بزوال الغمة والهم ورحيل الشلة تفرغ رئيس الهيئة بمعاونة نائبه الذى تم استحداث منصب له بالرغم من عدم وجوده فى الهيكل التنظيمى للهيئة وكذلك استعانته برئيس جديد للإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية بعدما أطاح بآخر من منصبه بالرغم من اختلاف النظام المحاسبى بين هيئة البترول والثروة المعدنية كون ان هيئة الثروة المعدنية تتبع وزارة المالية مباشرة بإعتبارها هيئة حكومية"خدمية" فى المحاسبة المالية بينما تتبع هيئة البترول القانون 20 كهيئة إقتصادية..
عمد رئيس الهيئة منذ توليه المنصب تحقيق أكبر استفادة له من خلال انضمامه لعضويات مجالس إدارات الشركات التابعة للهيئة ذات الملائة المالية وغيرها بل خالف نص القانون 159 بجمعه بين منصبى رئاسة هيئة الثروة المعدنية بإعتبارها الجهة المراقبة لنشاط الشركة وعضوية مجلس إدارة شركة السكرى ؟؟فكيف ذلك؟
ويتقاضى رئيس الهيئة مكافاة الجمعية العمومية لشركة فوسفات مصر سنويا 300 ألف جنيه سنويا مقابل 7 ألاف جنيه بدل فى الجلسة الواحدة التى تعقد شهريا بشركة فوسفات مصر التى تواجه تراجعا كبيرا فى معدلات البيع ووقف المشروعات المرتقبة لعدم وجود تمويلات لها ورفض جهات التمويل توفير السيولة المالية لها ، فى حين ابتكر لائحة جديدة لم تكن موجودة من قبل حيث تم للمرة الأولى تخصيص مكافآت لمجلس إدارة شركة السكرى لن تقل عن 200 الف جنيه سنويا و5 الاف جنيه فى الجلسة الواحدة بالإضافة لحضوره جميع اجتماعات عموميات الشركات التابعة للهيئة وآخرها وآخرها جمعية شركة حمش للذهب الذى تبلغ الجمعية بها 5 ألاف جنيه..
فيما حصل نائبه الأول على عضوية شركتى "شلاتين للذهب " الذى يتاقضى سنويا منها 280 ألف جنيه وعضوية مجلس إدارة "الطفلة الذيتية" .....بينما حصل رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية على عضويتى شركتى "المصرية للثروات المعدنية" و"فوسفات مصر" وذلك فى مستهل حضوره للهيئة فلم يمضى شهرين على تكليفه وتم منحه عضويتى مجلس الإدارة بالشركتين...
ما يحسب لرئيس الهيئة قدرته على المراوغه ، إذ حصل على 4 سيارات مختلفة من الهيئة .. قام بتخصيص سائق لكل سيارة ومنحها لأفراد أسرته وعند سؤاله من قبل الوزارة أنكر ذلك وإدعى أن قيادة سابقة هو من استولى على سيارات الهيئة !!!!!! ..
ويمتلك رئيس الهيئة"سى فى" متواضع جدا لا يؤهله لشغل شركة صغرى فى قطاع البترول والثروة المعدنية المليئ بالكفاءات والكوادر التى تمتلك كاريزما ومقومات كبيرة ..فلو عدنا بالذاكرة نجد أن مؤهلات رئيس الهيئة مقتصرة فقط على عمله بشركة خالدة للبترول ثم تقدم بإستقالته منها للإلتحاق بالعمل فى شركة "سيبترول" ثم حدث اختلافا بينه وبين مسئولى الشركة بعدما علموا نيته الإلتحاق بشركة "بتروشهد" حيث مارس ضغوطا كبيرة على رئيس إحدى الشركات انذاك الوقت للعمل بالشركة وهو ما كان يتعارض مع عمله كون تلك الشركة تمثل الشريك الاجنبى إلا أن رئيس الشركة آنذاك وافق على عمله بشركة بتروشهد بعد أن ضاقت السبل ورفضت اى شركة التحاقه بها ، حيث شغل منصب مدير عام الإستكشاف بشركة بتروشهد وهو ما لاقى غضب من قبل مسئول بارز فى الوزارة ، حيث توسط له أحد القيادات فى القطاع لإجراء مقابلة مع تلك القيادة البارزة حيث استطاع بدهائه وذكائه أن يجتاز المقابلة ويحظى بثقة تلك المسئول البارز الذى دعمه وسانده فى تولى منصب مدير عام الإستكشاف بشركة ثروة للبترول ..ثم رشحه أحد القيادات ضمن قيادات لتولى رئاسة هيئة الثروة المعدنية حيث حصل على دعم ومساندة المهندس علاء خشب نائب وزير البترول للثروة المعدنية وهو ما لاقى استغرابا كبيرا فى مختلف الأوساط البترولية..
وانتظرونا فى كواليس وتفاصيل تنشرة للمرة الأولى داخل تلك الهيئة وحلقات متتابعة أخرى ....