عبدالحفيظ عمار يكتب: الحياة بعد سن الستين!!
دائمًا ما راودنى سؤال محير: هل تشيخ النفوس.. كما تشيخالأبدان والوجوه؟!
حقيقةً لم أمر بتلك التجربة، لذا لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال، لكننى أجزم بأن النفوس تظل شابة ما حيا الإنسان، حتى وإن وصل العمر ألف عام.
فلايزال أصدقائى الذين لامسوا الستين يذكرون هذه المرأة أو تلك من قريناتهم، ومن هن فى مثل عمرهم بلفظ «البنت فلانة أوالبنت علانة».. متحدثين عن موقف أو حتى مغامرة معهن.
وهو ما يرجح أن كلاً منا يظل شابًا من الداخل، مهما بلغ عمره، لكنه قد يكون شابًا قويًا فتيًا، أو ضعيفًا لا يقوى أن يرفع قشة من الأرض، لكنّ ما يحدد ذلك هو الهموم التى تحملها هذه النفس، فإما أن تكون نفسًا متعبة مرهقة، أو نفسًا طلقة، منطلقة، متفائلة، مقبلة على الحياة.
لكن إذا كانت تشيخ النفوس هل كنا سنرى رجلاً وامرأة فى سن السبعين يتزوجان بعد قصة حب عنيفة فى دار مسنين؟!
وماذا فعل هذان كى يبقيا هكذا فى شباب دائم من الداخل؟
بالتأكيد نظرتهما للحياة ولنفسيهما تختلف عن هذا الذى يردد دائمًا عند بلوغه الستين: «يالا حسن الختام»، «إحنا خلاص.. هناخد زمنا وزمن غيرنا»، وغيرهما ممن تمتلئ بها شوارعنا!!
منطق غريب ينافى نعمة الحياة، أغلى هبة مُنحها الإنسان.
نعم هو زمنك مادمت تعيش، ولا علاقة لحُسن خاتمتك بمخاصمة الحياة وانتظارك الموت.
النفوس دائمًا فتية، مادام التسامح ينبض فى عروقها، والحب يشكل بنيتها حتى لو عاش الانسان ألف عام، أو حتى لو خانه جسده وتخلت عنه ذاكرته، سيظل شابًا من الداخل.. يحب ويتمنى ويخوض المغامرات.
لا تقتلوا أنفسكم من الداخل؛ فقد تبدأ أحلى فصول حياتكم بعد سن الستين.