محمد صلاح يكتب:-"محمد شيمى".. و"الرئات الثلاث"
أثبتت التجارب والمعطيات على مدار السنوات الماضية،أن قطاع البترول والثروة المعدنية لن ولم ينضب من كفاءات وقيادات وطنية قادرة على تحمل أية مسئوليات تسند إليها سواء داخل أو خارج القطاع ...استطاعوا أن يكونوا خير ممثلين و سفراء لقطاع حيوى وهام عبر المناصب التى أسندت إليهم فى أيام حالكة السواد والصعوبات إلا أن الناجح هو من يرى ويستغل الفرصة في كل صعوبة ليثبت نفسه...بينما الفاشل من يرى صعوبات في كل فرصة ، خاصة أن التفكير السليم يكمن في النظر إلى الجانب المشرق لا البحث عن إنجاز يوم بل إنجاز عام ، فالعقل يستطيع أن يجعل الجنة جحيماً والجحيم جنة.
أيام قليلة تفصل المهندس محمد شيمى رئيس مجلس إدارة شركة مصر للصيانة "صان مصر"عن التقاعد لبلوغه الستين عام ليبدأ رحلة كفاح جديدة أيا كانت وجههته المقبلة إذ اعتدنا أن "الشيمى" صاحب "الرئات الثلاث"..فالرجل وبكل أمانة دون تملق او نفاق نجح فى تقديم صورة مكتملة لقيادة تملك من الخبرات ما يؤهلها لشغل أى منصب مهما كانت صعوباته ومهما بلغ علوه ...خاصة أنه عمل فى أوقات عصيبة أبرزها ترأسه الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق وتحقيقه نجاح ساحق جعل اسمه يكتب بحروف من "نور" وخرج العاملون يهتفون له...مطالبين ببقائه وعدم عودته مرة أخرى لبيته الأصلى قطاع البترول ..
شخصية "محمد شيمى" ربما تكون متفردة عن باقى شخصيات وقيادات القطاع البترولى الحاليين أو ممن تقاعدوا للمعاش ...تميز "شيمى"عن غيره بأنه صاحب "كاريزما من نوع خاص "..ربما مثلت عليه بعض الصعوبات والعقبات التى واجهته فى أحيان كثير لضعف المنافسين وافتقادهم بعض الصفات التى "تفرد" بها "شيمى" ....مما جعله فى مرمى السهام ومحط الأنظار لما كان يمثله لكل "عبدو مشتاق" فى القطاع.... إذ اعتبره المنافسون بمثابة خطر داهم كونه "متحدث لبق" ومهندس فنيا ذا كفاءة يمتلك أدوات القائد الناجح ..وامتلاكه أيضا "cv" من نوع خاص كان سببا فى تعرضه للإغتيال المعنوى ومنعه من الظهور مع فرض حراسة من نوع خاص عليه!!!!! ....
يمتلك "محمد شيمى" تاريخا وسجالا كبيرا فى قطاع البترول من خلال المهام التى تولاها منذ التحاقه بقطاع البترول قبل ما يقرب من ال36 عام بدأها بإلتحاقه بشركة جابكو للبترول مرورا بشغله مناصب عديدة على سبيل المثال وليس الحصر توليه رئاسة شركة "صان مصر" ونجاحه فى تحقيق الإنجاز والإعجاز فى نفس التوقيت بالإضافة أيضا توليه رئاسة الشركة القابضة لجنوب الوادى التى شهدت فترة رئاسته استيقاظ الشركة من نومها العميق .....وكذلك شغله رئاسة شركة "بتروجيت" ونجاحه فى إنشاء مبنى عالمى للشركة بالتجمع الخامس وكذلك استطاع بجده واجتهاده المنافسة مع كبرى الشركات العالمية فى المساهمة بمشروعات عملاقة سواء داخل أو خارج مصر مما ساهم فى تحقيق "بتروجيت" نقلة نوعية فى آدائها وحجم المشروعات لعل ابرزها أنفاق الإسماعيلية وغيرها من المشروعات القومية...
فصناعة الحياة والنجاح تستوجب أن يكون للإنسان موقع في هذا العالم حتى يصير رقماً له قيمة لا صفر على شمال العدد مما يساهم فى استمرار البناء والعطاء...ولكى يكون الإنسان قائداً ناجحاً عليه أن يكون حاضراً من خلال التواجد المستمر في مواقع العمل ومن أجل إدارة فعالة تحقق الأهداف الموضوعة وهذا ما نجح وتفوق فيه "محمد شيمى" بمنتهى الشفافية ..فالرجل صال وجال فى كافة المواقع واستطاع أن يكتب حروف اسمه فى تاريخ العظماء...
وأخيرا إن القيادة لا تنطبق أو تطبق على اى شخص كونها أشبه بقرار الزواج يمكنك أن تأخذه بسهولة وأنت صغير السن وكلما مر بك الزمن كان القرار أصعب وإن الخصال التي تجعل المدير ناجحاً هي الجرأة على التفكير والجرأة على العمل والجرأة على توقع الفشل..فالمدير الناجح هو الذي يمتلك خيالاً مبدعاً...
تمنياتى القلبية بحياة جديدة سعيدة للمهندس المحترم محمد شيمى الذى جمعنى به الإحترام وعلاقة الود المتبادل ................