محمد صلاح يكتب:_"فى عيدهن"
الأم جمال وإبداع..وخيال وإمتاع وجوهرة مصونة.. ولؤلؤة مكنونة... الأمّ شمعة مقدّسة تضيء ليل الحياة بتواضع ورقّة وفائدة..الأم كنز مفقود لأصحاب العقوق..وكنز موجود لأهل البر...فهي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء والتي مهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها ولو بقدر .
وبوجه خاص، يكتظ ويزخر قطاعا الكهرباء والبترول بذخائر بشرية نسائية ساهمت وتساهم فى إحداث نقلة نوعية في القطاعين من خلال المناصب اللاتى شغلتهن أو يتقلدنهن ، وهو ما جعل أسمائهن تتردد بقوة داخل وخارج الوزارتين والهيئات والشركات التابعة لهم ، نتيجة الإجتهاد والمثابرة واجهوا ظروف قاسية على مدار الفترات الماضية إلا أنهم ضربوا أمثلة متعددة فى التضحية والوفاء والإخلاص....
كانت ومازالت سيدات الكهرباء والبترول بوجه خاص بمختلف أعمارهن و مناصبهن الوظيفية يمثلن حجر أساس وركيزة رئيسية لإنجاح المنظومة، وخير مثال على ذلك وجود أكثر من سيدة فى عدة مناصب قيادية داخل دواوين الوزارتين والهيئات والشركات التابعة لهم ..فمنهن من أثبتن كفائتهن وتفوقهن وقبل ذلك إنسانيتهن فى زمن تبدلت فيه الأحوال والطباع والمتغيرات وقبل ذلك طبيعة البشر التى أصبحت تحتاج لدراسة ومراجعة....
كوادرنسائية اتخذن من وظائفهن نقطة انطلاق ليسطروا تاريخًا ومواقفًا جعلت الجميع يقف إجلالا وإحترامًا لهن،فلم تمنعهن الحياة الإجتماعية والظروف الأسرية من تقديم الأفكار وبذل الجهد والبقاء فى العمل حتى ساعات متآخرة من الليل والعمل على إنكار الذات ومواجهة الصعاب....
الحديث عن الإحتفال بعيد الأم وتقديم التهنئة لسيدات قطاعى الكهرباء والبترول يحتاج لمئات المقالات الا أننى أبعث ببرقية تحية وتقدير لكل سيدات القطاعين وأتمنى من الله أن يديم عليهن الصحة والعافية والتوفيق والسداد....
وأخيرا وليس ٱخرا ...الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني أولها الحبّ والعطاء والحنان واخرها التّضحية،فهي أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصّدر الحنون الذي تُلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك فهي التي تُدخلك الجنّة، فقد أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: "إني أشتَهي الجهادَ ولا أقدِرُ عليه، قال: هل بقِي مِن والدَيكَ أحَدٌ؟ قال: أُمِّي، قال: فأبلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فعَلتَ ذلك فأنتَ حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ، فإذا رَضِيَتْ عنكَ أمُّكَ فاتقِ اللهَ وبِرَّها.
وقال الشاعر حافظ ابراهيم : الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ.
كما لا ننسى بالذّكر قصيدة (إلى أمي) للشّاعر محمود درويش: _"أحنُ إلى خبز أمي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ وأعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي ..
ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى، فمثلاً في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما في النرويج فيحتفل به في 2 فبراير؛ في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب إفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.
وأول من فكر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين -حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة" طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.