رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

د. محمد اليمانى يكتب :_ طفرة مصرية في الطاقة المتجددة

عالم الطاقة


 في إطار حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على الاهتمام بالمشروعات القومية لتنمية مصر والعمل على بناء مصر الحديثة  ، شهدت مصر تحولا كبيرا وبارزا في مجالات الطاقة المتجددة، ونجحت في جذب اهتمام المستثمرين والممولين، وسعت مصر لحل ازمة الطاقة التى واجهتها منذ سنوات وتم تغيير أسس وخطط الطاقة التى اعتمدت عليها لعشرات السنوات ، وتعمل على تحقيق إنجازات يشهد لها العالم في مجال الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة من خلال "إستراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى 2035" التى تبنتها مصر منذ عام 2016، سعيا لضمان الأمن والاستقرار وتوفير الطاقة، ودليلا على أن مصر تدرك أهمية ما تمتلكه من ثروات طبيبعية متجددة يمكنها استغلالها بالشكل الصحيح. 
لا شك ان الجهود الذي بذلها الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة  ، وقيادات الوزارة والشركة القابضة لكهرباء مصر ، في السنوات القليلة الماضية وبدعم كامل من القيدة السياسية،  قد وضعت مصر على الطريق الصحيح باستغلال موارد مصر من مصادر الطاقات المتجددة، من الرياح بساحل البحر الأحمر ومن الشمس في منطقة بنبان بمحافظة اسوان ومن المصادر المائية سواء من السد العالى أو محطة أسيوط وغيرها.
  ان مصر  قد وضعت خطتها الإستراتيجية لتوليد 20% طاقة متجددة بحلول عام 2022 كنسبة من إجمالى إنتاج المنتج من الكهرباء من مصادر مختلفة، وإستراتيجية طموحة ايضا لإنتاج أكثر من 42% طاقة متجددة بحلول عام 2035، وتنتج مصر الآن من المصادر الكهرومائية "هايدرو" نحو 2850 ميجاوات، وتعمل على زيادة المنتج من المصادر الكهرومائية بإنشاء وتنفيذ مشروع "الضخ والتخزين" على جبل عتاقة بالسويس بقدرة 2400 ميجاوات وتعتبر أكبر من السد العالي من حيث القدرة المنتجة.
ان مصر قد نجحت في إنشاء وتشغيل أكبر محطة شمسية بمنطقة بنبان باسوان بقدرة 1465  ميجاوات وهناك العديد من مشروعات الرياح بساحل البحر الأحمر حيث إنه يتوفر على موقع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة على الإنترنت أطلس علمى ملون يحدد الأماكن المفضلة لإنشاء محطات الرياح، والمحطات الشمسية،  ولا شك أن تعزيز التوجه نحو الطاقات المتجددة يساهم في الحفاظ على البيئة ، والحد من التلوث الناتج عن المحطات الحرارية التي تعمل بوقود الغاز والسولار والمازوت  ، ويمكن لمصر مستقبلا ان تصدر فائض الكهرباء لدول الجوار خلال الربط الكهربي الدولي، حيث هناك ربط كهربي بين مصر وليبيا، وربط بين مصر والأردن، وبين مصر والسودان، ويجرى العمل حاليا على تنفيذ الربط الكهربى بين مصر والمملكة العربية السعودية، ثم مستقبلا سيتم الربط الكهربى بين مصر واليونان عبر جزيرة كريت.
هذا بجانب مااتاحته الدولة  للمواطنين  في امكانية إنشاء محطات شمسية على اسطح المنازل ،  الامر الذى يساعدهم في تقليل تكلفة استهلاكهم للكهرباء.
تعتمد التنمية الاقتصادية في مصر على قطاع الطاقة حيث يمثل 13.1% من الناتج المحلى، ووضعت مصر إستراتيجية متكاملة لتنويه  مصادر  الطاقة واستقرارها ، بهدف توفير إمدادات الطاقات المختلفة ، وهي : "إستراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة 2035"، أو خطة مصر لعام 2035.، بهدف دعم دور الطاقة المتجددة ورفع كفاءتها وإضافة برامج تأهيلية، وتؤكد الإستراتيجية التى تسعى الحكومة لتطبيقها على أهمية الطاقة المتجددة ولزيادة كمية الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر متجددة إلى 20% بحلول عام 2022 و42% في عام 2035.


وتعمل الإستراتيجية في نهاية تنفيذها على توليد 61 جيجاوات من الطاقة المتجددة ، والتى تبلغ الطاقة الشمسية منها 31 جيجاوات، وستمثل الطاقة الشمسية المركزة CSP حوالي 12 جيجاوات، وطاقة الرياح تشكل 18 جيجاوات ..
وقد بلغت القدرات المولدة من  مصادر الطاقة المتجددة المركبة والعاملة في العام الماضى  5.500 ميجاوات، منها  2،800 ميجاوات من الطاقة الكهرومائية، و2.700 ميجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومن محطة بنبان للطاقة الشمسية 1465 ميجاوات،و250 ميجاوات من محطة طاقة رياح.
وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة مؤخرا  أن مصر تستطيع توفير 53% طاقة متجددة من مزيج الطاقة الكهربائية  ، وذلك بحلول عام2030، ويشير التقرير إلى أن زيادة انتشار تقنيات الطاقة المتجددة سوف ينتج عنه تخفيضا في إجمالى تكاليف الطاقة بمقدار 900 مليون دولار عام 2030، مما يعنى انخفاض التكلفة بمقدار 7 دولارات لكل ميجاوات ساعة، فضلا عن التكاليف الإجمالية المتصلة بتلوث الهواء وٱثاره الاجتماعية والصحية التى من المقدر وصولها إلى 4.7 مليار دولار خلال 10 سنوات.

وكشف تقرير صادر عن شركة بى بى البريطانية لإنتاج البترول، أن مصر  قد تضاعف إنتاجها من الطاقة المتجددة بالعام الماضى، والذى قفز بنسبة 82.7% على أساس سنوى إلى 6.5 تيراوات ساعة، والتى تعتبر طفرة كبيرة مقارنة بمتوسط الزيادة البالغ 14.3% خلال العشر سنوات السابقة، وأوضحت الشركة في التقرير السنوى للطاقة العالمية، ارتفاع إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 145% بعام 2019 ليصل إلى 3.7 تيراوات ساعة مقارنة بنحو 1.5 تيراوات ساعة في عام 2018.

 وانخفضت انبعاثات الكربون في مصر بنسبة 1.7% لتسجل 217،4 مليون طن في العام الماضى، وهو تراجع ملحوظ عن متوسط الزيادة السنوى البالغ نحو 2.6% خلال الفترة ما بين عام 2008 وحتى 2018.

حيث زاد إنتاج طاقة الرياح بنسبة 37.5% على أساس سنوى من 2.0 تيراوات ساعة في عام 2018 إلى 2.8 تيراوات ساعة العام الماضى، وفقا إلى انتربرايز.

وختاما ، نحن  في حاجة لتسريع وتيرة مكافحة تغير المناخ، وتعزيز التوجه نحو الطاقة المتجددة وتعظيم الإستفادة من  الموارد الشمسية والريحية  الهائلة ، وهى فرصة عظيمة لتصبح  مصر بلدا رائدا على المستوى الإقليمى في مجال التحول  نحو الإقتصاد الأخضر ..


تم نسخ الرابط
ads