الإعلامي هشام عياد يكتب: رحلة تأمل
لم تكن رحلتى هذه.. رحلة بمفهومها الراسخ، لكنها في الحقيقة.. رحلة بحث في أعماق وسراديب الذات، رحلة شاقة للغاية، فرضها مرض مفاجيء، من تلك التي تهاجم الإنسان دون إنذار..
فبالرغم من الواقع الجديد الذي فرضه هذا المرض الذي أصاب قلب البدن بكل قسوة وماخلّفه من ألم،
ووسط الرسوم والخطوط ورسائل الكشف والاجهزة، إلا أن هناك رسائل هامة تصلك من معلم عظيم يريد أن يلهمك اياها، ويريد أن يأخذك لجانب أخر لتثبيت الرؤى والإيمان الواضح بقضاء قادر.
فإن الحمد والشكر لله علي نعمه التى لا تعد ولا تحصي، ونشكر فضله علي إحدى هذه النعم وهي نعمة《 الصحة 》فهي من أتم النعم، التى غالباً لا نشعر بها الا عندما نفقدها، مثلها مثل أشياء كثيرة فقدناها، ثم عرفنا قيمتها بعد ذلك (بعد فوات الأوان) ،
إن السعادة والستر والصحة أمر قائم وملموس في حياتنًا اليومية وتلك الأشياء منحها الله تعالي لنا بلا مقابل وبلا شروط، غير أن الاجتهاد في العبادات يزيد القرب منه ليعطيك من فضله الكثير، وتشعر بالرضا فترضي بما قسمه الله لك .
رسائل هامة
لقد خطر في بالي عدد من الأسئلة منها ..
هل ستكون سعيداً في مسكنك الجديد الذى حلمت به وانت علي فراش المرض؟
هل ستكون سعيداً وانت في حديقة منزلك لا تستطيع أن تمشي أو تتنفس بطبيعتك ؟
هل ستكون سعيداً وأنت تمتلك أجمل سيارة في العالم ولا تستطيع الإستمتاع بقيادتها ؟
هل ستكون سعيداً وانت تحظى بوظيفة أو مركز كبير ،حتى لو أصبحت ملكاً أو سلطاناً وقد خانتك صحتك؟
هل ستشعر بقدر من السعادة وأنت مريض؟
《الخلاصة》
الصحة والستر هى بوابة السعادة الحقيقية التى نعيشها ونحسها، لكننا لا ندركها بما يكفي، لعلنا ندرك أن الصحة أغلي الأشياء علي الاطلاق.. فهي أغلي من التملك والامتلاك.. أغلي من الملك والسلطان..
سيأتي وقت.. تكون فيه الأموال بلا قيمة، والنجاح بلا قيمة، والمناصب بلا قيمة..
وسيبقى الستر وفضل الله قيمة كل الوقت حتى قيام الساعة.