نترات الأمونيوم.. تعرف علي وقود كارثة مرفأ بيروت
حدد كل من الرئيس اللبناني ميشال عون، ومدير الأمن العام اللبناني سبب الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت، الثلاثاء، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وقال عون في تصريحات نشرها حساب الرئاسة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": إنه "من غير المقبول" أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طناً موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون إجراءات وقائية، وتوعد "بإنزال أشد العقوبات" بالمسؤولين عن ذلك.
ماهي مادة نترات الأمونيوم؟
نترات الأمونيوم، وهي المادة الكيميائية التي يشتبه في كونها سبباً في الانفجار الكبير الذي شهدته بيروت اليوم، شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، عبارة عن مركب شديد الانفجار لا غنى عنه في الزراعة.
ويعتبر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم من المغذيات النباتية الأساسية، ويتم تصنيف الأسمدة حسب كميات هذه العناصر التي تحتوي عليها الأسمدة. ومن المعروف أن تلك المادة غنية بالنيتروجين اللازم لنمو النباتات.
على الرغم من خطورة التعامل مع مادة نترات الأمونيوم؛ إلا أنها كثيراً ما تستخدم في الأسمدة لتحسين محتوى النيتروجين فيها، خاصة أن تلك المادة مستقرة نسبياً في معظم الظروف المناخية؛ وغير مكلفة في التصنيع، وهو ما يجعلها البديل الكيميائي الشائع لمصادر النيتروجين الأخرى الأكثر تكلفة.
استخدامات غير سلمية
لا تُستخدم تلك المادة فقط في الزراعة، بل يستخدمها عمال المناجم أيضاً بكميات محدودة لعمل سلسلة من التفجيرات، كما تستخدم أيضاً في العمليات المسلحة، ففي عام 1995، قام كل من "تيموثي ماكفي" و"تيري نيكولز" بتعبئة السماد في شاحنة مستأجرة، وتفجير أحد المباني الفيدرالية في أوكلاهوما سيتي، ما تسبب في قتل 168 شخصاً.
واستخدمتها أيضاً مجموعة مسلحة أخرى لتفجير ملهى ليلي في بالي عام 2002 ما أودى بحياة 202 شخص، كما قام اليميني المتطرف النرويجي "أندرس بريفيك" باستخدام المادة نفسها في تفجير أوسلو عام 2011 ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
كيفية انفجارها
حين تتعرض نترات الأمونيوم إلى حرارة عالية، أو صدمة كبيرة، تتفكك تلك المادة إلى نيتروجين، وأكسجين، وماء. ينشر ذلك التفاعل حرارة كبيرة، ويؤدي لحدوث سلسلة من التضاغط والتخلخل ما يُحدث موجة انفجارية مُدمرة تتناسب شدتها مع كمية المادة المستخدمة في التفجير.
وارتفع عدد ضحايا انفجار مرفأ بيروت مساء أمس الثلاثاء إلى 78 قتيلا و4000 جريح بينهم أفراد من قوات حفظ السلام الدولية.
وأعلن وزير الصحة العامة حمد حسن في تصريح له مساء أمس الثلاثاء أن "عدد الشهداء في الانفجار الذي هز بيروت وصل إلى 78 شهيدا، مضيفا أن الجرحى باتوا 4 آلاف".
ولا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين جراء الانفجار.