رئيس "الطاقة الذرية" يوضح الاستخدامات السلمية للإشعاع وكيفية تطبيق التكنولوجيا الحديثة
عبد الحميد : لا يقتصر دور الإشعاع على علاج الأورام السرطانية بل يشمل تعقيم المنتجات الطبية والأدوات الجراحية
صرح الدكتور عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية، أن تستخدم الطاقة المتولدة من ذرات العناصر غير المستقرة والمعروفة بالطاقة الذرية أو الطاقة النووية في العديد من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والتي حان الوقت إلى أن نوليها حقها من العناية والاهتمام لدورها الحيوي في رفع جودة الحياة ورفاهية الأنسان، فهي تدخل في الطب والصناعة والزراعة والغذاء وتحسين التربة والمياه وغير ذلك من المناحي التكنولوجية المختلفة.
واضاف عبد الحميد في تصريحاته ل"عالم الطاقة" ، قائلا: يمكن أن نتعرض باختصار لبعض الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية منها فيما يلى :_
1.يعد إنتاج الطاقة من أكثر التطبيقات أهمية ، حيث تستخدم التكنولوجيا النووية في إنتاج طاقة كهربائية آمنه ونظيفة وموثوقية وبأسعار معقولة.
2.هناك العديد من الاستخدامات للطاقة الذرية في المجال الطبي حيث لا يقتصر دور الإشعاع على علاج الأورام السرطانية وغير السرطانية بل يمتد ليشمل التشخيص والعلاج وتعقيم المنتجات الطبية والأدوات الجراحية.
3.يستخدم الإشعاع في العديد من قطاعات الصناعة المختلفة حيث تستخدم النظائر المشعة في عمليات مراقبة الجودة والتعرف على العيوب الصناعية في العديد من المصانع والشركات، كما يستخدم الإشعاع أيضاً في تحسين خواص بعض المستلزمات الصناعية مثل الكابلات الكهربائية وغيرها من الموصلات.
4.تستخدم التقنيات النووية ايضاً في مجال الثروة الحيوانية والغذاء حيث تساهم في تطوير الممارسات في مجالي الصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني، كما يتم تعقيم التوابل باستخدام الإشعاع.
5.أما في مجال الزراعة وتحسين التربة يتم استخدام التشعيع في عمليات استيلاد النباتات وحث الطفرات بهدف إنتاج أصناف توفر منتجات محسنة، كما يتم استخدام النويدات المشعة لقياس وتقييم حجم تأكل التربة للعمل على مكافحة هذا التأكل.
اما فيما يتعلق بالاختيارات المتوفرة حاليا لاستخدام تكنولوجيا الإشعاع في الصناعة، أكد أن تستخدم النظائر المشعة في المجال الصناعي بصورة موسعة حيث تستخدم النظائر المشعة في مجال توكيد ورقابة الجودة على المنتجات الصناعية من أجل ضمان دقة استيفاء المواصفات القياسية في الأعمال التجارية للتأكد من جودة السلع والأدوات، كما استخدمت التكنولوجيا النووية في التعرف على العيوب الصناعية وتستخدم تكنولوجيا الإشعاع على سبيل المثال للدلالة على التسرب الذي قد يحدث في الأنابيب التي يتم مدها في باطن الأرض أو في داخل جدران المباني للقيام بأعمال مختلفة.
وأشار إلى أن تستخدم أيضا في مجالات القياسات الدقيقة التي تعتبر التكنولوجيا النووية وسيلة غاية في الدقة حيث يمكن تعيين مستوى السوائل داخل مستودعاتها الصناعية أو الطبيعية وتعتبر النظائر المشعة وسيلة دقيقة للغاية لقياس سُمك الصفائح المعدنية الدقيقة والأوراق والأنسجة، كما تساعد في التعرف الفوري على أية اختلافات في سُمك تلك النواتج المستعملة صناعياً.
كما تستخدم أيضا فى عمليات التصوير بالأشعة السينية أو أشعة جاما في الفحوصات غير الإتلافيه مثل فحص اللحام والسبائك والأجزاء المركبة مثل محركات الطائرات. وتمتاز المصادر المشعة المستخدمة في التصوير بعدم حاجتها لمصدر كهربائي، كما أن صغر حجمها يُمكن من استخدامها في الأجزاء أو الأماكن التي لا يمكن فحصها بالطرق الأخرى.
وحول مدي امان تكنولوجيا الإشعاع، أكد أن المنشأت النووية على مستوي العالم تتبع وتطبق أعلي معايير الأمان مقارنةً بأي صناعة أخري حيث تقوم تلك المنشأت بالحصول على ترخيص للمنشأة وتراخيص للمشغلين ويتم التفتيش عليهم بصفة دورية من قبل الهيئات الرقابية النووية الوطنية أو الهيئات الدولية المعنية للتحقق من التزامهم بتطبيق معايير الأمان ويتم سحب الترخيص فوراً وغلق المنشأة إذا استدعي الأمر في حالة المخالفة.
أما فيما يتعلق بأمان التطبيقات والصناعات عند التعرض للإشعاع، يتم التشعيع – أي تعرض أي جسم او مادة للإشعاع – بجرعات إشعاعية دقيقة وبعد عمل مجموعة من العمليات الحسابية والمعادلات لتحديد الجرعة المناسبة التي يتم استخدامها للحصول على الفائدة المطلوبة ولا تولد أي أثار أو متبقيات في المادة ولا يتم السماح بخروج أي شيء تم تشعيعه إلا بعد قياسه إشعاعيا بواسطة الخبراء والتأكد من انه آمن تمامًا.
ونوه إلى أن يلعب الإشعاع دور كبير في تشخيص علاج بعض الأمراض، حيث يعتبر العلاج الإشعاعي واحد من العلاجات الأكثر استخداماً على نطاق واسع لعلاج السرطان وهناك أمراض أخرى غير الأورام يمكن علاجها باستخدام النظائر المشعة، ومن أهمها وأكثرها شيوعاً مرض فرط عمل الغدة الدرقية، حيث يعالج المريض بجرعة مناسبة من اليود المشع Iodine-131)) تبعاً لشدة المرض، لتقليل عمل الغدة الدرقية إلى الحد الطبيعي. وأيضاً نجحت بعض التجارب في علاج بعض الحروق وقرح الفراش باستخدام مواد تم تحسين خواصها بتعرضها للإشعاع.
كما يلعب ايضا الإشعاع دوراً حيوياً في تصنيع اللقاحات الوقائية حيث تعتمد تقنيات إنتاج اللقاحات ضد العدوى الفيروسية على إضعاف نشاط الفيروسات مع احتفاظها بخواصها فيما عدا خاصيتها المُعدية ولقد أثبتت التجارب أن استخدام المعاملة المزدوجة للحرارة والإشعاع توفر لقاحات فيروسية خالية من التلوث البكتيري وأكثر أماناً من حيث عدم القدرة على إحداث العدوى.