مجاهد :المحطات النووية لا تقتصر أهميتها على توليد الكهرباء فقط..ولا تنتج أية ملوثات أو إشعاعات
صرح الدكتور منير مجاهد نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، أن المحطات النووية لا تنتج أية ملوثات أثناء التشغيل أي إشعاعات ضارة إلى البيئة ولا على البشر سواء كانوا من العاملين بالمحطة أو القاطنين بجوارها والجرعة الإشعاعية السنوية التي يتلقاها إنسان مقيم إقامة دائمة بجوار محطة نووية لا تتجاوز 5% من الجرعة الإشعاعية التي يتلقاها عند قيامه بعمل أشعة على الصدر.
وأضاف مجاهد في تصريحات له ، أن الطاقة النووية تساعد في التنمية المستدامة بمصر على وجه الخصوص باعتبارها أنها شكل من أشكال التنمية الاقتصادية التي تهدف للتوفيق بين التقدم الاقتصادي والاجتماعي من جهة والحفاظ على البيئة من جهة أخرى من أجل ضمان مستقبل الأجيال القادمة أو بعبارة أخرى هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم.
وشدد على ضرورة أن يقوم أي انتقال نحو مستقبل أكثر إنصافًا واستدامة على توفير مميزات الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة والمعقولة التكلفة والمعول عليها لجميع السكان. وهو ما سيزيد الطلب الكلي على الطاقة وفي حالة استخدام وقود أحفوري (نفط – غاز طبيعي – فحم) فسوف يزداد بالتبعية تلوث الهواء واستنزاف الموارد الطبيعية على عكس الطاقة النووية ومن ثم فهي حسب التعريف طاقة تدعم التنمية المستدامة.
أما بالنسبة لمصر فالحقيقة أن برنامج المحطات النووية المصري لا تقتصر أهميته على توليد الكهرباء ولكن تكمن أهميته الاستراتيجية والاقتصادية والفنية والعلمية فيما يلي:
الحفاظ على موارد الطاقة البترولية (الزيت والغاز الطبيعي) وهي موارد ناضبة وغير متجددة ولذا يجب التعامل معها بحرص وحكمة حتى لا نحرم الأجيال القادمة من مصادر هامة للتنمية المستدامة والمستقلة.
استخدام زيت البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية وصناعة الأسمدة بدلا من حرقها لتوليد الكهرباء، وبالتالي تعظيم القيمة المضافة.
تخفيض معدلات استيراد المنتجات البترولية لكافة الاستخدامات التي تتزايد عاما بعد عام رغم التوسع في استخدام الغاز الطبيعي، والتي أصبحت مصر مستورد صاف لها في السنوات الأخيرة.
حماية البيئة من التلوث نظرا لأن المحطات النووية لا ينتج عن تشغيلها العادي انبعاث غازات ملوثة للبيئة وبالطبع لا ينتج عنها رماد أو غيره من الجزئيات العالقة بالهواء، على عكس الانواع الأخرى للطاقة.
تطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي طبقا لخطة واضحة وملتزم بها، مما سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها صناعة المكونات النووية والتي ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات غير النووية التي تنتجها نفس المصانع.
خلق طلبا مجتمعيا على البحث العلمي وهي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها البحث العلمي في مصر وفي العديد من البلدان النامية، أي غياب الطلب المجتمعي على البحوث والتطوير في هذه الدول التي تكتفي باستيراد التكنولوجيا من الدول المنتجة لها، حيث يمكن لبرنامج المحطات النووية أن يكون بؤرة للبحث العلمي والتطوير، فالتكنولوجيا النووية ليست فقط الفيزياء النووية ولكنها وثيقة الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا المواد الجديدة والهندسة المدنية والميكانيكية والكهربية وبعلوم البيئة وغيرها.