رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

محمد صلاح يكتب: «الكهرباء».. وعاصفة التنين

عالم الطاقة

لا يظهر معدن الإنسان إلا وقت الأزمات، فالمسئولية لا ترتبط بمنصب ولكنها ترتبط بضمير فتحية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

 

أفرزت موجة الطقس السيئ التى تعرضت لها البلاد على مدار الأيام الماضية تضحيات رجالات الكهرباء من وزير وقيادات وعاملين بمختلف تخصصاتهم، ما حدث من تصدى ومجهودات للأزمة يحسب، إلا أن لابد من الاعتراف ببعض القصور الذى حدث..

وأين ما اتخذته شركات النقل والتوزيع من خطط طموحة واستثمارية على مدار السنوات الماضية وما تتضمنه من إجراءات لتأمين الشبكة ومهماتها من محطات محولات وأبراج ضغط عالى ومتوسط ومنخفض مرورا بالأكشاك والمحولات والمغذيات والكابلات ؟ وأين ما تم إنفاقه على تطوير وتحديث الشبكة وتأمينها؟

 

 

للأمانة المطلقة ما حدث ببعض المناطق،خاصة الجديدة نموذج يحترم لا أحد يستطيع التقليل منه، لكن الجهود كانت كبيرة لإحتواء آثار البنية التحتية الغير مؤهلة لمواجهة التغيرات المناخية كهطول الأمطار والسيول وجرفها المهمات وملأها للأكشاك والصناديق لانخفاض مستواها على الأرض ، وهو ما تسبب فى انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق لأيام متواصلة، وهذا ليس تقصير من مسئولى أو قيادات الكهرباء للأمانة لأن الناس تواجدت وأدت ما عليها من مجهود قدر إمكانياتهم المتاحة.

 

 

منذ حدوث عاصفة "التنين" لم يدخر اى من قيادات قطاع الكهرباء مجهودا فى متابعة ما يحدث باستثناء البعض الذى أغلق هاتفه وكأن الحياة "وردى" ولا توجد أى مشاكل، إلا أن هذا لم يمنع من استطراد المواقف النبيلة من قيادات ٱثروا الجلوس فى مكاتبهم لمتابعة ما يحدث طوال ساعات الليل حتى تحولت مكاتب البعض منهم لغرف طوارئ طيلة الـ٢٤ ساعة لم يتوانوا ولو للحظة فى تقديم يد العون والمساعدة لكل من يلجأ لهم مستغيثا للأعطال أو الانقطاعات بل قضى البعض منهم "ليله" داخل مكتبه.

 

 

وجدنا الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ونائبه المهندس أسامة عسران يتواجدون وسط أبنائهم من العاملين بـ"تحكم أكتوبر" يبعثون برسائل مطمئنة وهذا ايضا لا يغفل الدور الكبير لقيادات جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء من رؤساء قطاعات شبكات سواء القاهرة أو الجيزة والتحكم والاتصال والمهندسين والعاملين الذين تحاملوا على أنفسهم ومكثوا طوال الأيام بالشوارع ليضربوا أروع الأمثلة فى التضحية والولاء للقطاع ومنظومته المحترمة.

 

 

أما الجنود المجهولين الذين أداروا غرفة العمليات الرئيسية  بفطنة وذكاء يحسب لهم لم يمنعهم قساوة الأجواء وصعوبة الطقس من القيام بواجباتهم ومسئولياتهم  ...وتواجدوا فى اليوم التالى بـ"تحكم القاهرة الجديدة"  للاطمئنان على معدلات السيطرة على الانقطاعات والاعطال بمناطق التجمعات التى شهدت مأساة بمعنى الكلمة .

 

 

ضرب المهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر وقيادات القابضة أعضاء غرفة العمليات فى مقدمتهم المهندسة صباح مشالى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء والمحاسب عبد المحسن خلف العضو المتفرغ للموارد البشرية والتدريب والشئون الإدارية بالشركة القابضة والدكتور خالد الدستاوى العضو المتفرغ لشئون شركات التوزيع الذى بذل مجهودات تحسب له للأمانة المطلقة وايضا رؤساء شركات التوزيع "الابطال الحقيقبين" وقيادات نقل الكهرباء أمثلة فى التضحيات والالتفاف والعمل على قلب "رجل واحد" لا يشغلهم فقط سوى إنهاء كافة المشكلات فى اسرع وقت على الرغم من ظروف مناخية هى الاسوء على مدار الاربعين عام الماضية..

 

شكرا لرؤساء شركات التوزيع الذين جابوا بسيارتهم المحافظات المختلفة ولم يمكثوا فى مكاتبهم أو يغلقوا هواتفهم، الا أن هناك دروس مستفادة من ذلك سأتناولها خلال مقال سينشر لاحقا.


تم نسخ الرابط
ads